أراء وقراءات

البناء

بقلم / الفنان أمير وهيب 

في عالم البناء هناك مقولة شهيرة تقول ” كل عمارة هي بناء و لكن ليس كل بناء عمارة ” و المعنى واضح وهي ان البناء المعماري الصحيح له مواصفات و معايير و قياسات و باختلاف هذه الحسابات يكون البناء غير صحيح و غير مطابق و غير معماري. و كل عملية بناء تستمد موادها الخام من واقعها و موقعها الجغرافي والمعروف ب ” البيئة ” ، أي من المواد الخام الموجودة في هذه البلد وتختلف عن اخري . و مصر كانت ، في عهد الفراعنة ، أهم دولة و أعظمها تقوم ب البناء على أسس علمية و هندسية و دينية في ذات الوقت و هي معادلة شديدة الصعوبة و بالغة التعقيد مما يؤكد على ان العمارة الفرعونية و طريقة البناء كانت تشتمل على أسرار لم يتوصل لمعرفتها حتى يومنا هذا و على رأس اسرار هذه العمارة هو ” بناء الأهرامات ” ، و يا له من انهيار ، ان أحفاد بناة الأهرامات لا يعرفون البناء.!!!!!!

* مواد خام بلد ، مصر عندها ” رمل ” في ارضها ، لبنان ” حجر ” ، امريكا عندها ” حديد ” و هكذا ، كل بلد هتبني بما هو موجود عندها.

البناء 2
فتحات تهوية دور تحت الارض في لندن

* في المملكة المتحدة و بعض الدول الأوروبية و بعض الولايات الأمريكية من ضمن أساسيات البناء ، في أي مبنى ، هو بناء دور تحت الأرض معروف ب اسم basement و يستمد تهويته من فتحات في رصيف الشارع و في اللغة الفرنسية معروف ب Rez-de-chaussee و كان في مصر معروف ب البدروم أي غرفة النوم ب اعتباره bed room مخصصة ل فئة العمال و الخدام .

* هناك ثغرات في طريقة البناء في مصر تسمح لأي شخص ب البناء حتى لو معه أي رسومات ليس بالضرورة أن تكون رسومات هندسية و تسمح لأي ” مقاول ” ب البناء ، و يمكن أن يستكمل البناء حتى النهاية و بيع الشقق السكنية و بعدها يتضح أن البناء به ” ميل ” و يجب إخلاء السكان و يحدث انهيار كل يوم و لا يكتب في اخبار الحوادث الا القليل.

* الثغرة القانونية الثانية التي يجب تعديلها ، هي واضحة جدا خاصة ب المباني على طول الطريق الدائري وهي ان المباني متروكة على الطوب و الخرسانة لأن القانون يقول هناك ” ضريبة ” على المباني ” ذات التشطيب ” أي المتشطبة و هو مصطلح معماري متعارف عليه معناه مرحلة نهاية العمل ، لذلك لم ينهي العمال المبنى و لم يشطبوه حتى لا يدفعوا ضريبة ، لذلك اطالب بتعديل القانون لكي يكون ” من لن يكمل تشطيب البناء سوف يدفع غرامة ” ، لأن منظر المباني الحالي هو منظر قبيح جدا.

البناء 3
المعماري حسن فتحي يرحمه الله

* النقطة الثالثة الهامة هي يجب الرجوع الي قواعد استاذنا المعماري ” حسن فتحي ” ( ٢٣ مارس ١٩٠٠ – ٣٠ نوفمبر ١٩٨٩ ) في البناء ، و لا يسمح ب البناء الا عن طريق ” مهندس معماري ” عضو نقابة المهندسين و ان يكون البناء جميل و مناسب ل موقع البناء. لأن تقليد الامريكان و بعض الدول الأوروبية في استخدام ” الزجاج ” في الأماكن الحارة المشمسة هي دليل تقليد دون وعي.

* شعوب الدول العربية و المصريين في محافظات جنوب مصر يرتدون ” الجلباب ” لأن الجلباب هو الرداء المناسب لهذا الجو الحار جدا ، و لا يمكن استبداله بازياء بخطوط موضة حديثة حتى لأثرياء العرب باعتباره دليل ذكاء و تقدم. و الجلباب تم تصميمه لتحقيق هدف و وظيفة و الجلباب ليس اشارة ان من يرتديه غبي و جاهل و متأخر.

* و لمزيد من التوضيح ، كل بلد لها ” مناخ ” معين ينعكس على شخصيتها ، ارضها تطرح زرع معين و شعبها له ملابس معينة و لهم طريقة بناء.

* و يكون السؤال : شوفت فلاحة قبل كدة بتاخد حمام شمس ب المايوه البكيني على شط ترعة في الصعيد ؟

* اذن لماذا تبنى مبنى كله من الزجاج ؟؟؟؟؟؟

* الزجاج يسمح بدخول الشمس و لا يخرجها لأنهم شعوب محرومة من الشمس.

* انما في مصر الشمس محرقة اخترعوا لها حاجة اسمها ” الشيش ” ليخفف من حدتها.

البناء 4
تصميم معماري يتناسب مع بيئة مصر للمهندس حسن فتحي

البناء 5

أمير وهيب

فنان  تشكيلي وكاتب ومفكر 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.