الصراط المستقيم

    التبرير الغير منطقي .. خداع للنفس

    

بقلم : محمد بهى

وهب الله الانسان العقل ، وفضله عن سائر المخلوقات( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )الاسراء 70 .

ومن صفات العقل البشرى التفكير وإتخاذ القرارات وإيجاد المبررات لما يقوم به الانسان من أراء وأعمال ليجد لنفسه ما يستند عليه عندما تعاتبه نفسه أو الاخرين وليثبت للجميع انه لم يخطىء مع ان  (كل بنى أدم خطاء وخير الخطائين التوابون)

والتبرير الذى لايعتمد على الدين والحق والعدل والعلم  هو خداع للنفس لأن الأنسان يقوم بتفسير بعض أشكال السلوك الغير منطقى ويقنع نفسه بصحتها بغض النظر عن الأسباب والدوافع الحقيقية-

يلجأ الفرد  خلال حياته اليومية فى بيته وعمله  الى تبرير تصرفاته فالأب يبرر إنشغاله عن تربية أولاده بأنه منهمك فى العمل وبالسعى وراء الرزق والزوجة تبرر تقصيرها   فى اداء واجبها نحو زوجها وأبنائها  بأنها مرهقة من أعباء الحياة الزوجية والابن يجد لنفسه مبررات  لتجاوزاته وإهماله لدورسه، ،

تستغل الحكومات ورجال السياسة هذه الخاصية العقلية بشكل كبيرعن طريق تقديم كم وفير من المبررات القوية لتفسير أعمالهم او لدفع المواطن الى أعمال معينة لا تستقيم مع الحق والعدل والتفكير السليم بدلاً من توضيح الأسباب الحقيقية والأهداف الرئيسية التى تخفيها وراء قضية معينة او أزمة تواجهها ولعل أكثر المبررات إستهزاءاً بعقلية المواطن هو ما نشاهده اليوم من زيادة اسعار كل السلع والخدمات وكم الضغوط الرهيبة التى تحيط بالمواطن من كل إتجاه وكل مبررات الحكومة أنها تصب فى مصلحة المواطن ! مع ان المواطن لن يستطيع  الحصول على السلع والاستفادة من الخدمات نظراً لضيق ذات اليد وزيادة أعباء الحياة ،

يذكر التاريخ ان هتلر كان بارعاً فى تقديم مبررات كثيرة وكافية لأتباعه لكى يقنعهم بإستخدام القوة والعنف لانه يعلم تحيزهم للعنصرية ورغبتهم فى تحقيق ذاتهم والحفاظ على وجودهم على حساب الشعوب الاخرى ، وكذلك المبررات  المصطنعة للمجتمعات التى تجعل أبناء الوطن الواحد يحاربون بعضهم البعض وأن يساق الشباب الى القتال او الانتحار عن طريق مبررات واهية تخالف الدين والحق ،وابتكار  ادوات للقتال و وسائل الابادة الجماعية كما حدث فى هيروشيما ونجازاكى بحجة إنهاء الحرب العالمية الثانية وكما  نشاهد الان ما يحدث فى كل انحاء المنطقة العربية  وكل طرف له مبرراته ،

على الانسان سواء كان مسئول او غير مسئول ان يعود الى الله وان يكون صريحاً مع نفسه و مجتمعه وان يترك حب الدنيا حتى لا يدخل فى متاهات التبرير الواهى وان يحاسب نفسه ويكون صادقاً لأن الصدق مع الذات أعلى درجات الصدق وأصعبها  ،نسأل الله أن يهدينا الى الحق والعدل والصدق مع النفس فهو نعم المولى ونعم النصير وهو على كل شىء قدير .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.