كتب / احمد يسري جوهر
نشرت مجلة الايكونومست البريطانية بتاريخ الاثنين ١١ / اكتوبر / ٢٠٢١ تقريرا حول أهمية المجهودات التي توليها الدولة للمرأة بعنوان ( لماذا تسقط البلدان التي تتجاهل المرأة ) ، ذكرت فيه عدة مواضع هامة ، يتعلق كل منها أما بنتيجة اهتمام الدولة بالمرأة منذ السن المبكر ، او تبعيات إهمال الدولة للفتيات و المرأة ، نستعرض سويا بعض هذه المواضع .
نشرت المجلة تصريح السيدة هيلاري كلينتون السيدة السابقة للبيت الأبيض قالت فيه :” ان المجتمعات التي تقمع المرأة هي غالبا مجتمعات عنيفة ، و غير مستقرة ، و ان الهيمنة على المرأة هو تهديد للمصالح المشتركة لهذا العالم “.
ونخلص من تصريح هيلاري الى شقين هامين هما :
-أن القمع الممنهج يؤدي لوصف اي مجتمع بأنه عدواني مع نفسه ، ثم سقوطه .
-أن تنحية المرأة عن ادوارها او سلبها حقوقها ، يهدد مستقبل المجتمع ، لا سيما لو ان التصريح اعلن في سياق سياسي رسمي.
ويتجسد الشق الأول في تكرار وقائع انتحار الفتيات ، الوقائع التي يشكل العنف الأسري فيها جزءا من سبب الانتحار ، إن لم يكن هو سبب الواقعة كاملة ، وآخرها انتحار فتاة شنقا داخل شقتها ببولاق الدكرور ،
وهي الواقعة التي التي اثبتت تحقيقات الشرطة ونشرتها جريدة الشروق بتاريخ ١٠ / اكتوبر / ٢٠٢١ ان ” المتوفاة اقدمت على الانتحار لرفض والدتها بثها فيديوهات على موقع التواصل الاجتماعي ، و اخذت الهاتف المحمول منها “. علما بأن الفتاة قد بلغت العشرين و ما تجوزه من متعلقات الكترونية او خلافه قد تكون اضطرت للعمل اسابيع لتوفير لسداد قيمتها ، و لم يرد نهائيا انها الهاتف الخاص بوالدتها و طلبت استرداده .
و قد أوردت الدكتورة وفاء نعيم في كتاب ( العصبية العائلية و المشاركة السياسية ، دراسة حالة باحد القرى المصرية ) الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة ٢٠١٥ ، وكتبت مقدمته ا. د. هويدا عدلي استاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، أوردت شهادة احد المواطنين والتي يؤخذ منها ليس فقط عجز الوالدين عن تصفية الخلافات وديا بل عجز الاعيان ايضا مما ادى لازهاق روح.
أما الشق الثاني في تصريح هيلاري ، الخاص بكون الهيمنة على المرأة تهديدا للمصالح المشتركة لسكان هذا العالم ، فقد ذكرت الدكتورة وفاء نعيم بنفس الكتاب السابق قبل الخاتمة :” اكدت نسبة ٦٤ % انه لن يكون للعائلة تأثير في المشاركة السياسية في المستقبل ” ، و ذكرت ان اجابات المواطنين جاءت لتعبر عن ذلك. منها قول احد الاباء : ” انا حاسس ان في المستقبل هيكون أفظع لأن دلوقتي احنا مكممة ، لو ابني قال لي هدخل اي حاجة في السياسة مش هشجعه ، و هخاف عليه “، ما يعكس رؤية الدكتورة الباحثة في مجتمع تسوده أسر و عوائل تنتهج سياسة القطة اذا شعرت بالخطر على اولادها فإنها تضمهم حولها ، وقد تقتلهم ،وحتما سوف تشعر بالرحمة اذا اكتفت بالقمع و تقييد حرية حركتهم بدافع تأمينهم. وخلصت أن القمع لن يفضي لمجتمع آمن على نفسه او على من حوله .
الثلاثاء 12 أكتوبر 2021