التخلية قبل التحلية: استقبال رمضان بالقلب النقي

✍ إعداد الشيخ/ محمد محمود عيسى

كيف تستقبل شهر رمضان، أيها المسلم، وتصوم صومًا مقبولًا على مراد الله وسُنّة رسوله ﷺ، محققًا الهدف الأسمى “التقوى”؟

قال الله تعالى:
📖 ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]

التقوى هي أسمى الغايات وأعظم الأسباب للفوز بالجنة بعد رحمة الله. وللوصول إليها، لابد من إخلاص النية وصدق العزيمة، وإلا وقع الإنسان في التكاسل والفتور في العبادة.

الطريق إلى التقوى: التخلية قبل التحلية

لكي يتحقق الصيام الصحيح، لا بد من التخلية قبل التحلية، أي:

1. تخلية القلب من الشوائب والشهوات:

   • التخلص من الحسد، الحقد، البغضاء إلا في الله.
   • الابتعاد عن حب الدنيا على حساب الدين.
   • تجنب الانشغال عن ذكر الله بالملهيات.

2. التحلية بالأعمال الصالحة:

   • الصيام بإخلاص واتباع السنة.
   • المحافظة على الصلاة في أوقاتها.
   • الإكثار من الصدقة وإعانة المحتاجين.
   • تلاوة القرآن والتدبر في معانيه.
   • بر الوالدين والإحسان إلى الزوجة والأولاد.
   • صلة الأرحام والتعامل بالحسنى مع الجيران والأصدقاء.
   • إدخال السرور على الفقراء والمساكين.

القلب النقي طريق الهداية

إذا تمكن العبد من التخلية من المعاصي والتحلية بالطاعات، أصبح قلبه نقيًا لا يقبل إلا الخير، فيثبته الله على الحق حتى يلقاه، كما قال تعالى:
📖 ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: 17]

القلب الحي الواعي 

إذا امتلأ القلب بالتحلية، أصبح طاهرًا لا تؤثر فيه عوامل التغيير السلبية، فيحظى صاحبه بالقلب الحي الواعي، كما قال تعالى:
📖 ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: 37]

هذه رسالة حب أرجو أن يكون فيها النفع، وما توفيقي إلا بالله.