الصراط المستقيم

التدابير الشرعية الواقية من الأمراض المعدية”1″

الطب الوقائي

كتب\هاني حسبو.

تتجلى عظمة دين الإسلام في كونه لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فنجد في التشريعات القرآنية والسنة النبوية الحلول الناجعة لأي مشكلة تطرأ على الفرد أو المجتمع.

ولا يخفى علينا جميعا اليوم حالة الفزع والهلع والرعب التي تسيطر على جميع دول العالم الآن بسبب هذا الفيرس المسمى ب”كورونا”.

كورونا هو وباء يسببه كائن مجهري دقيق يريد الله عز وجل به أن يقيم به برهان قدرته وضعف عباده.

يوجه القرآن أنظار المسلمين إلى أولى الخطوات الصحيحة في التعامل مع هذا الوباء قبل مجيئه إليهم فيقول الله سبحانه وتعالى:

“وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الأنعام/42-43

فالمطلوب من المسلمين التضرع واللجوء والافتقار إلى الله لرفع هذا البلاء حتى لا يصيبهم مثلما أصاب كثير من البلدان لا كما يفعل الكثير الآن من السخرية.

ولأن شريعة الإسلام كاملة فأوجب الله علينا الحذر والحيطة في مثل هذه الأمور عملا بقوله سبحانه وتعالى:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ” النساء 71.

فالحذر والحيطة من الأمور الشرعية المعتبرة في التعامل مع الأوبئة والبلاء.

وفي هذا يرشدنا النبي الأمين صلى الله عليه وسلم لمثل هذه الأمور المعتبرة فيما ثبت عنه أنه قال:

“الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) .
رواه مسلم ( 2664 ) .

ولقد كان للإسلام السبق في مجال ما يعرف ب”الطب الوقائي” حيث أمرنا ببعض التدابير الاحترازية لمنع انتشار الأمراض المعدية فيما يعرف بالحجر الصحي الآن وهذا ما أكده الني صلى الله عليه وسلم حين قال:

الطَّاعُونُ رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ ، فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا ، فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ ”

فمنع الإسلام الدخول على الأرض التي بها وباء أو الخروج من الأرض التي بها وباء.

ومن الإجراءات الاحترازية أيضا ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:

” لا يُورَدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ”

فلا يخالط صاحب المرض الصحيح حتى لا ينقل المرض.

وقد كان للإسلام أيضا السبق في ابتكار ما يعرف “الكمامة” الآن فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام الهدي الكامل عن العطس فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين:

“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته شك يحيى الراوي.

ومن الأمور التي اهتم بها الإسلام حفاظا على الصحة وللوقاية من الأمراض غسل اليدين قبل الأكل فقد روت أم المؤمنين عائشة بنت الصديق أنه صلى الله عليه وسلم:

“كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وإذا أراد أن يأكل غسل يديه” متفق عليه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.