التربية تبدأ من الأبوين وليست من المجتمع
بقلم / الدكتور محمد النجار
تبدأ التربية في محضن الوالدين داخل البيت والأسرة،فالطفل يقلد والديه ، هذه هي الحقيقة. بل إن والديه هما اللذان يغرسان الأخلاق الحسنة أو السيئة في فطرته منذ ولادته. ويشير الحديث النبوي الشريف الى أن الطفل يُولد على الفطرة السليمة : (((كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه))).
فإذا كانت الأسرة مسلمة حقاً – تُصلي الأم ، ويصلي الأب ، ويحافظان على الصلاة ، ويتمتعان بالصدق ، والأمانة ، والكلمات والألفاظ الطيبة ، ويوفون بالوعود والعهود ويحافظون على الوقت ، ويحبون الخير للآخرين . حتما سوف يقلدهم طفلهم الصغير، وينمو يوم بيوم وسنة بسنة ، وتنمو معه هذه الشجرة الطيبة المباركة من الأخلاق والفضائل.
أما اذا كان الطفل ينمو مع والديه في الكذب ، والخداع ، والسب ، والقذف ، والضرب ، والشِجار ، والغيبة ،والنميمة ، وكراهية الخير للناس ،وسوء الألفاظ والكلمات ، ولا يعرف طريقا للصلاة والصيام وحسن المعاملة في ظل والديه ، حتما ستنتقل كل تلك الصفات الخبيثة تلقائياً إلى فطرته ، فتنتكس تلك الفطرة التي خلقها الله بها “فطرة سليمة” وتتبدل الى فطرة سيئة خبيثة يعاني منها الطفل أو الطفلة طوال أعمارهم .
فحسبنا الله فيمن يُبدل فطرة إبنه أو ابنته الى فطرة خبيثة تتحول بها حياتهم الى جحيم ، فتشقى بها حياتهم ، بل ويتلظى بها الوالدين ويشقى بهم المجتمع كله.
دور المدرسة والمسجد والمجتمع في التربية
انا لا أنكر دور المدرسة أو دور المسجد والمجتمع كله ..لكن الحقيقة التي تعلمتها من أحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم أن تربية الأسرة هي التي تضع القواعد الأساسية في تربية الطفل.
د.محمد النجار 20-05-2023م السبت30شوال1444هـ