السودانشئون عربية

التطورات الميدانية والدبلوماسية فى السودان بين المعارك المستعرة ومساعى السلام العالمية

كتبت : د.هيام الإبس

 

يستمر النزاع المسلح فى السودان فى التصعيد، حيث تشهد جبهات القتال تطورات متسارعة، وتتبادل الأطراف الاتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وفى ظل هذه الأجواء المتوترة، يزور رئيس مجلس السيادة الانتقالى عبد الفتاح البرهان نيويورك للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى محاولة لإيجاد حل سياسى للأزمة التى تعصف ببلاده.
ويشهد السودان تصعيداً ملحوظاً فى وتيرة المعارك، خاصة فى منطقة الفاشر، حيث أعلن الجيش السودانى عن تحقيق مكاسب ميدانية وتدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع. فى المقابل، تحاول قوات الدعم السريع التسلل إلى أطراف المدينة، مما يشير إلى استمرار الصراع على هذه المنطقة الاستراتيجية.
وتأتى هذه التطورات الميدانية بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالى عبد الفتاح البرهان إلى نيويورك للمشاركة فى أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن يلقى البرهان خطاباً أمام الجمعية العامة، يسلط فيه الضوء على الأزمة الإنسانية التى يعانى منها السودان، ويدعو المجتمع الدولى إلى دعم جهوده الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار.

فى السياق ذاته، كشفت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، عن عقد فعاليات مختلفة على هامش الجمعية العامة، بهدف دفع الأطراف السودانية إلى الحوار والتفاوض.
وأكدت جرينفيلد على ضرورة إيجاد حل سياسى للأزمة السودانية، مشيرة إلى أن الوضع الإنسانى فى البلاد يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

فى الأثناء، أعرب الرئيس الأمريكى جو بايدن ونظيره الإماراتى محمد بن زايد آل نهيان عن قلقهما العميق إزاء الوضع الإنسانى فى السودان، وحذرا من وقوع فظائع جديدة.
وقد أكد الزعيمان على ضرورة وقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية.
وعلى الرغم من تأكيد الطرفين على دعمهما للحل السلمى، إلا أن الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة والإمارات بشأن دعم طرفى الصراع تزيد من تعقيد الأزمة.
وتواجه جهود التسوية السياسية فى السودان العديد من التحديات والمعوقات، من بينها عمق الانقسام، حيث يشهد السودان انقساماً عميقاً بين القوى السياسية والعسكرية، مما يجعل من الصعب التوصل إلى توافق حول حل سياسى.
كما تمثل التدخلات الخارجية إسهاما كبيراً فى تعقد الوضع؛ حيث تلعب القوى الإقليمية والدولية دوراً كبيراً فى الصراع السودانى، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويصعب إيجاد حلول دائمة.
أيضا تشكل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التى نتجت عن الحرب؛ سبباً رئيساً من أسباب تفاقم الأزمة الإنسانية فى السودان، مما يزيد من الضغوط على الأطراف المتنازعة وعلى المجتمع الدولى.
ويستمر الصراع فى السودان فى استنزاف موارد البلاد البشرية والمادية، وتعميق الانقسامات الاجتماعية والسياسية، وفى ظل غياب حل سياسى، تزداد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، وتداعياتها على المنطقة بأسرها، ومن هنا، فإن المجتمع الدولى مطالب ببذل جهود مضاعفة لدفع الأطراف السودانية إلى الحوار والتفاوض، والتوصل إلى اتفاق سلام شامل ودائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.