التعنيف العلني للموظفين.. جرح للكرامة لا يبني الأوطان

✍️ كتب / ممدوح الشنهوري
من المؤسف أن لغة التعنيف التي يلجأ إليها بعض المسؤولين في المؤسسات الحكومية المصرية ضد الموظفين أثناء المرور المفاجئ، أصبحت مشهداً متكرراً لا يليق بدولة تسعى للإصلاح. فالتوبيخ أمام الملأ لا يمكن أن يكون وسيلة للبناء، بل يترك آثاراً نفسية وصحية خطيرة على الموظف.
التعنيف العلني وآثاره النفسية
التوبيخ أمام الزملاء أو أمام عدسات الكاميرات التي ترافق المسؤولين في جولاتهم قد يحطم معنويات الموظف ويصيبه بإحباط شديد. والأسوأ أن ذلك قد يتحول إلى أزمة صحية إذا كان الموظف يعاني من أمراض مزمنة مثل القلب أو السكري، حيث يمكن أن يتسبب الإحراج والضغط النفسي في مضاعفات خطيرة قد تصل إلى إنهاء حياته، لا مجرد إنهاء مسيرته الوظيفية.
بين القانون والكرامة الإنسانية
من الطبيعي أن تحدث أخطاء في العمل، وهي أخطاء قابلة للإصلاح عبر اللوائح والقوانين المنظمة للعمل، وليس من خلال الإهانة العلنية. فالقانون كفل مبدأ الثواب والعقاب، لكنه لم يمنح أي مسؤول الحق في النيل من كرامة الموظف أمام أسرته أو المجتمع بأكمله عبر شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي.
الرسالة إلى المسؤولين
إن الأوطان لا تُبنى بالصوت العالي ولا بالتوبيخ أمام الكاميرات، وإنما تُبنى بالعدل، والاحترام، وتطبيق القانون.
فالتقدير الإنساني للموظف هو الأساس الحقيقي لأي إصلاح إداري ناجح، والكرامة الإنسانية لا يجب أن تكون ثمناً لأي خطأ إداري مهما كان حجمه، طالما لم يصل إلى حد التسبب في إزهاق الأرواح.
ممدوح الشنهوري
كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان