أخبار العالماحدث الاخبارالسودان

التغيرات المناخية تتحدى البنية التحتية بالسودان

 

 

كتبت : د.هيام الإبس

شهدت محلية أبو حمد بولاية نهر النيل أمطار غزيرة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم للمرة الثالثة خلال هذا الشهر، فى ظاهرة نادرة للتغيرات المناخية فى أغنى ولاية سودانية بإنتاج الذهب شمال البلاد.

 

وكانت محلية أبو حمد شهدت مطلع هذا الشهر أمطار غزيرة وفيضانات، وتحولت إلى كارثة إنسانية بانهيار (14) ألف منزلاً ومقتل أكثر من (18) شخصاً وفقدان ستة آخرين.

 

كوارث إنسانية

كما غمرت المياه منطقة العبيدية فى ولاية نهر النيل، ولا زالت الأوضاع تشهد المزيد من الكوارث الإنسانية بتسرب المياه إلى المنازل وانهيار العشرات من المبانى.

التغيرات المناخية تتحدى البنية التحتية بالسودان 2

 

توفير المساعدات

وكان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان زار قرية متأثرة بالسيول فى محلية مروى أمس الخميس، وتعهد بالعمل على ترميم الطرق وتوفير المساعدات المطلوبة.

 

كما ضربت الولاية الشمالية عاصفة ترابية أدت إلى حجب الرؤية فى الطرقات والشوارع وشملت مدن دنقلا ومروى، وبدأت العاصفة الترابية.

التغيرات المناخية تتحدى البنية التحتية بالسودان 3

فى الساعة العاشرة من صباح اليوم فى جميع أنحاء الولاية الشمالية، وجاءت من الاتجاه الشرقى للولاية متأثرة بالفيضانات والسيول التى ضربت أجزاء واسعة من الشرق، ولا تزال العاصفة الترابية مستمرة فى الولاية الشمالية مع توقعات بالتحول إلى موجة أمطار، وأدت الفيضانات إلى تدمير آلاف المنازل فى الولايتين الواقعتين شمال .

 

مراكز الإيواء

ويعيش آلاف النازحين فى مراكز الإيواء بمدينة دنقلا فى أوضاع إنسانية بالغة السوء، وفق إفادات المتطوعين فى غرف الطوارئ، ولا يحصلون على وجبات منتظمة مع مساعى لتوفير المطابخ الجماعية والتى بدأت بالفعل فى بعض مراكز الإيواء.

ودمرت السيول أيضاً الطرق الرابطة بين دنقلا ووادى حلفا، كما عزلت غالبية مدن وقرى ولايتى نهر النيل والشمالية عن التواصل البرى، مع صعوبة صيانتها فى ظل عجز السلطات المحلية.

التغيرات المناخية تتحدى البنية التحتية بالسودان 4

 

مناطق غنية بإنتاج الذهب

وتعد ولايتى نهر النيل والشمالية من المناطق الغنية بإنتاج الذهب، لكن الإيرادات لا تنعكس على البنية التحتية واقتصاد المجتمعات لسوء الإدارة الحكومية وفق إفادات الناشطين فى هذه المناطق.

 

احتجاجات شعبية

ويرجح الناشطون اندلاع احتجاجات شعبية للسكان المحليين جراء كارثة السيول والفيضانات التى تؤثر على الإنتاج، وشعورهم بغياب الدولة عن تقديم يد العون فى مناطق ترفد الخزانة العامة بمئات الملايين من الدولارات سنوياً من صادرات الذهب.

وسارعت بعض الشركات العاملة فى تنقيب الذهب إلى تقديم مساعدات لبعض القرى المنكوبة، لكن السكان يقولون إنها عمليات عون غير ممنهجة وطابعها الدعاية.

يعتقد محمد حمزة الناشط فى إحدى قرى محلية دلقو بالولاية الشمالية، إن الفيضانات والأمطار أعادت المجتمعات شمال البلاد إلى خانة الفقر المدقع، لأنهم فقدوا المحاصيل وتهاوت المنازل و سيضطرون إلى إعادة تشييدها، ربما يعتمد البعض على تحويلات الأبناء من خارج البلاد لكن الغالبية لا يمكنهم العودة إلى ما كانوا عليه قبل الفيضانات والكارثة الإنسانية.

ويرى حمزة أن ما حدث هذا العام سيكون هو المناخ السائد لسنوات قادمة شمال البلاد، والمطلوب أن يتجه السكان إلى أنماط سكن لديها القدرة على الصمود فى وجه الأعاصير والعواصف والأمطار والسيول، وهذا يكون بالاهتمام الحكومى من أعلى المستويات، ومساعدة السكان على تحسين اقتصاد المجتمعات بالزراعة والإنتاج وضمان نصيبهم فى الذهب المنتج فى الإقليم والعمل على تبنى مشاريع محفزة.

 

السلطات تناشد مواطنى القولد بإخلاء منازلهم

ودمرت السيول حوالى (920) منزلاً فى محلية القولد بالولاية الشمالية، كما تضرر (2,876) منزلاً بشكل جزئى، وسقط (18) عمود توصيل كهرباء، وتعطلت (79) ماكينة سحب مياه.

وقد وشهدت محلية القولد مساء الإثنين وحتى فجر الثلاثاء الماضى عواصف ترابية وأمطارً تحولت إلى فيضانات اجتاحت قرى المحلية، ولا تزال بعض المبانى تنهار بسبب عدم تصريف المياه.

كما دمرت السيول جزئياً (22) مدرسة، ومشروعاً زراعيًا تعرضت معداته إلى التلف، وشملت الأمطار والسيول وحدة قرى دنقلا العجوز ووحدة القولد. وقالت السلطات المحلية إن الأضرار مستمرة.

 

مغادرة المنازل فى القرى المنكوبة

وطالبت السلطات المحلية مواطنى القرى المنكوبة فى محلية القولد بمغادرة المنازل تفاديًا لمخاطر الانهيار بسبب عدم تصريف المياه، وقد أصيب عدد من المواطنين جراء انهيار المبانى، إلى جانب لدغات العقارب.

 

تقارير غرفة الطوارئ

وذكرت تقارير غرفة الطوارئ أن مئات العائلات لجأت إلى العراء بسبب انهيار المنازل، وهناك حاجة ماسة لتوفير مواد الإيواء، وتنقية مياه الشرب، والغذاء، وأدوية الطوارئ وأمصال العقارب.

الأضرار كبيرة

وقال المدير التنفيذى لمحلية القولد، عبد المجيد دهب، إن الأضرار كبيرة، وفقد المواطنون ممتلكاتهم جراء السيول والأمطار، داعيًا المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لغوث المتضررين.

وناشد المدير التنفيذى لمحلية القولد المواطنين بعدم السكن فى أودية السيول، والعمل على تصريف المياه من أسطح المنازل، مشيراً إلى أن الجهات الحكومية تدخلت واستجلبت آليات لترميم السدود فى بعض المناطق.

 

كارثة إنسانية غير مسبوقة

وتسببت الأمطار والسيول في الولاية الشمالية بكارثة إنسانية غير مسبوقة، فيما وصف مختصو النشرات الجوية المناخ هذا العام بأنه “فوق الطبيعي” جراء التغيرات التى طرأت هذا الصيف.

ولا تزال الآثار الإنسانية جراء السيول والأمطار مستمرة فى ولايات البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل، وتجددت الفيضانات اليوم فى مناطق جبيت شرق البلاد والشمالية ونهر النيل، وتحولت عواصف ترابية إلى أمطار غزيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.