التغير بين الجهل والخوف
بقلم : عبير الحجار
“الذى تعرفه خير من الذى تجهله ” مقولة يتوارثها المجتمع جيل بعد جيل والذى تقوم بضعف العزيمة لدى غالبية الاشخاص ومنعهم من خوض التجارب الجديدة والمثيرة وتقف حائل بينهم وبين العديد من القرارات المهمة والتى يفترض ان يتخذونها .
ويعد الخوف من التغير هو نتيجة لغموض المستقبل وعدم وضوح ملامح الحياة الجديدة التى يرغب الشخص فى الانتقال اليها سواء كان التغير من منزل الى منزل اخر او من عمل لاخر او من حاكم لحاكم اخر ” تغير سياسى “.
واما التغير السياسى اقصد به الانتقال من وضع لا ديمقراطى استبدادى الى وضع ديمقراطى يأثر على مركز القوة بإعادة توزيع السلطة والنفوذ داخل الدولة وأن هذا التغير ان لم يحدث التمكين من الانطلاق نحو مستقبل افضل ويخرج المجتمع بافراده ومؤسساته وهيئاته اكثر قوة وقدرة على ادارة شئونه وعلى محاسبة قيادته ومكافئتها ومعاقبتها وعلى التصدى لمحاولات كبته وقهره لم يكن تغيرا .
فالتغير فى بلادنا العربية مرفوض لدرجة التحريم فهى كلمة مشبوهة للاسف ومن يقترب منها يتم وصمه ويتهم بالخيانة تارة وبالارهاب تارة اخرى ويوضع فى قائمة سوداء لمجرد انه تجرأ بطلب التغير ، فعندما خرجت الشعوب العربية فى ثورات الربيع العربى تناشد التغير السياسى كانت هذه الشعوب فى امس الحاجة الى تغير ثقافى وفكرى واجتماعى كانت بحاجة الى التخلص قيودها التقافية والفكرية والتى تمنعها من الفهم السليم للتغير اولا ولم تكن تدرك هذه الشعوب ان السلطة الحاكمة ما هى الا انعكاس سياسى للواقع الثقافى والاجتماعى فعندما يدرك الحاكم مدى ثقافة وفكر شعبه يحترم ذلك الشعب ويلتزم بدوره المكلف به دون تعدى اى حدود .