أراء وقراءات

التفويض المنظم.. والارتجال المجهد

بقلم/ أيقونة الاتزان السفير د. أحمد سمير

إن من معوقات الاستفادة من الوقت الضائع هو عدم وجود أهداف وإن الهدف لكي يكون ممكن التحقيق ينبغي أن يكون محددًا من حيث الحجم والوقت وأن يكون ذا نتيجة محسوبة قابلة للتحقيق بشكل معقول.

وبخلاف ذلك فعدم وجود الأهداف يجعلك ترتبط بمختلف أشكال النشاطات التي لا تساعدك فعلًا في تحقيق أهدافك الحقيقية وهو ما يساهم في تبديد وقتك وإضاعته.

وجود رؤية وأهداف واضحة ودقيقة وأنشطة محددة مسألة أساسية وجوهرية في حفظ الأوقات واستغلالها في الأشياء الصحيحة، كما أن وضوح الرؤية تعمل على تعظيم الاستفادة القصوى من الوقت وحسن استغلاله، كما تعمل على تجنب إضاعة الوقت في أي قرارات وأعمال وأنشطة تنحرف عن هذه الرؤية والأهداف وتؤدي إلى استنزاف الأوقات والأعمار والجهود وقد تؤدي إلى التيه والضياع وإلى التخبط والنهايات غير الناجحة، بل إنه ينطبق تمامًا على حياة كل شخص.

كما أن حسن استغلال الوقت واختصار الضائع أو المفقود منه أمرا ضروريا بحيث يكون هاجس الزمن واحترام الوقت والحرص على اختصاره واستغلاله حاضرًا دائمًا.

في حين أن سر استمرار الناجحين على القمة يكمن في حفظ الوقت من خلال التفويض، فكل انسان يقسم اعماله الى أولويات وأعمال اعتيادية وتلك الأولويات هي التي تأخذ جل اهتمام الناجح أما الأمور الاعتيادية المتكررة فإنه يكتفي بوضع الضوابط لها ثم يفوضها.

إن التفويض المنظم والمنضبط إحدى الوسائل المفيدة والمهمة التي تحفظ الوقت وتخفف من أعباء العمل وضغوطه وتركز الجهود للعمل الاستراتيجي في علاج وتذليل الصعوبات التي تعترض تحقيق ذلك.

أما التخطيط فيعتبر أساسيًا وغاية في الأهمية للاستفادة القصوى من الأوقات الحاضرة والمستقبلية وفي تحديد الوجهة وعدم إضاعة الوقت في الارتجال والعشوائية التي تستنزف الأوقات والجهود.

فمن المهم قضاء جزء من الوقت في الصباح الباكر في جدولة أو مراجعة الزيارات والأعمال المراد إنجازها والقيام بها وما الأعمال التي سوف افوضها وما الاعمال الواجب ان انجزها، فتلك وسيلة أكيدة المفعول في حفظ الوقت على المستوى الاستراتيجي السنوي والشهري والأسبوعي واليومي، وأساس في تركيز وتنظيم الجهود والأعمال وتوجيهها نحو تحقيق النجاح.

* السفير د. أحمد سمير

عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة

السفير الأممي للشراكة المجتمعية

رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.