بقلم- أ. د. نجوان أبو اليزيد موسى، خبير ومحكم دولي في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
شهد العالم في العقود الأخيرة طفرة هائلة في مجال التكنولوجيا، حيث باتت تلعب دورًا محوريًا في جميع جوانب حياتنا اليومية. فمن التعليم إلى الصحة، ومن الصناعة إلى الترفيه، أثرت التكنولوجيا الحديثة بشكل غير مسبوق في المجتمعات، وجلبت معها فوائد جمة وأضرارًا تستحق النظر.
من بين أبرز الفوائد، تسهيل الوصول إلى المعلومات بفضل الإنترنت، الذي أصبح مكتبة عالمية مفتوحة للجميع. كما أسهمت التكنولوجيا في تعزيز الكفاءة الإنتاجية للشركات والمصانع، وتقليص المسافات بين البشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في المجال الصحي، ساعدت الأجهزة الطبية المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في إنقاذ الأرواح وتشخيص الأمراض بدقة.
كما أكدت انه، لا تخلو التكنولوجيا من آثار سلبية. فقد أدى الاعتماد الزائد على الأجهزة الذكية إلى عزلة اجتماعية للكثيرين، حيث انخفض التواصل المباشر بين الأفراد. كما يهدد التطور السريع في الذكاء الاصطناعي بفقدان العديد من الوظائف التقليدية، مما يزيد من معدلات البطالة. بالإضافة إلى ذلك، يشكل إدمان التكنولوجيا خطرًا على الصحة النفسية، خاصة بين الشباب.
التكنولوجيا أداة عظيمة إذا أُحسن استخدامها، لكنها قد تصبح سلاحًا ذو حدين إن أهملت جوانبها الأخلاقية والاجتماعية. يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الاستفادة منها والتصدي لسلبياتها بما يضمن تقدم المجتمع دون المساس بقيمه وأخلاقياته.
كما أرى أن من سلبيات التكنولوجيا الحديثة رغم فوائدها، انها قد تسببت في عدة تحديات. أبرزها الإدمان الرقمي الذي يؤثر سلبًا على الصحة النفسية ويزيد من العزلة الاجتماعية، خاصة لدى الشباب. كما ساهم التطور السريع في الذكاء الاصطناعي في تهديد الوظائف التقليدية، ما يرفع نسب البطالة. إلى جانب ذلك، يؤثر الاستخدام المطول للأجهزة على الصحة الجسدية بسبب الجلوس الطويل أمام الشاشات. يبقى التحدي الأكبر هو استخدام التكنولوجيا بمسؤولية، ورفع الوعي لتحقيق توازن يُجنب المجتمع آثارها السلبية، مع الاستفادة من إمكانياتها لتحقيق التقدم والابتكار.