التنظيمات السرية وعلاقتها بالماسونية
بقلم/ رمضان النجار
من أشهر القصص التى يمكن أن توضح حقيقة وأهداف الماسونية العالمية قصة قتل سيدنا يحيى عليه السلام . والحكاية أن أحد ملوك زمانه بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه أو من لا تحل له فشاور سيدنا يحيى فى ذلك فنهاه وحذره . فلما علمت المرأة ذلك طلبت من الملك أن يكون مهرها رأس يحيى عليه السلام ، فبعث إليه من قتله وأتى برأسه فى طست وظلت تلعب برأس يحيى عليه السلام وتسخر منه والدماء تسيل من الرأس. فكان الرأس الشريف مهرا والدماء قربان لإرتكاب المحرمات والدفاع عن الخطيئة والوصول للهدف. والقصة تشبه الأهداف الحقيقية للماسونية العالمية فى العصر الحديث وهو السيطرة على العالم بكل الوسائل وأن كل الدماء رخيصة ومستباحة من أجل تحقيق الهدف .
بداية التنظيمات السرية
بعد محاولات الإفساد فى الأرض والتى قام بها اليهود ونقض العهود ومحاولة قتل الرسول صلى الله عليه وسلم كان لابد من طردهم من المدينة المنورة لينتشروا فى الشام واليمن ولكن دون إعلان هويتهم. ومنذ هذا الوقت وبدأ التخطيط سرا لمحاربة العالم الإسلامى وكان أول هذه التنظيمات السرية تنظيم عبد الله بن سبأ الملقب بإبن السوداء الذى قاد فتنة قتل سيدنا عثمان بن عفان ونشر الفوضى فى العالم الاسلامى لفترة كبيرة من الزمن .
تنظيم بن سبأ ينشر الفوضى
بعد تولى سيدنا عثمان خلافة المسلمين وبناء أسطول بحرى قوى إستطاع هزيمة الروم فى كل المعارك البحرية وأشهرها معركة ذات الصوارى عام ٣٥ هجرية والذى أنهت خطر الروم فى البحر نهائيا على يد والى مصر وقتها عبد الله بن سعد بن أبى السرح .ولذلك كانت مصر فى مقدمة المؤامرة فقد تم التعاون سرا بين اليهود والروم لضرب العالم الإسلامى من الداخل عن طريق عبد الله بن سبأ الذى أعلن الإسلام وأبطن اليهودية لدرجة أن بعض الصحابة كانوا يرون ان عبد الله بن سبأ من أعظم الناس عبادة وتقوى.
فقد إستطاع تضليلهم ببراعة شديدة حتى أنه استطاع جمع عدد كبير من الناس حوله ضد سيدنا عثمان بن عفان بحجج يراها البعض أنها صحيحة من وجهة نظرهم القاصرة منها تعيين سيدنا عثمان بن عفان لأقاربه ومنها نفى سيدنا أبى ذر الغفارى إلى الربذة ومنها ثورة المصريين ضد عبد الله بن سعد بن أبى السرح والى مصر وقد إستطاع هذا الخبيث جمع عدد كبير من الغوغاء لنشر الفتنة والفوضى فى البلاد الإسلامية وقتل سيدنا عثمان بن عفان أحد العشرة المبشرين بالجنة وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب العطاء الكبير للعالم الإسلامي .
الحجج الواهية والإعلام الكاذب
إستطاع الخبيث عبد الله بن سبأ ومن على شاكلته صناعة الإضطرابات فى العالم الإسلامى بحجة واهية وشعارات براقة تتدعي الدفاع عن المظلوم ونشر العدالة والحرية فى المجتمع ( حقوق الإنسان ) والتى تم إستغلالها لضرب العالم الإسلامى فى مقتل وزعزعة الإستقرار فى البلاد العربية والإسلامية.
ثم جاء دور الحركات الماسونية التى قررت الإنتشار فى العالم أجمع وخاصة العالم الإسلامى والسيطرة على الإقتصاد العالمى والتحكم فى سعر الصرف فى العالم عن طريق البنك الدولى وصندوق النقد الذى أغرق بعض الدول المستهدفة بالديون لتنفيذ خطط مستقبلية لهم ونشر الإباحية والفجور فى صورة رسمية عن طريق السينما والإعلام الماجن . وإختراق كل المؤسسات العالمية ليسهل عليهم السيطرة على العالم والتحكم فى مستقبل الأمم والشعوب .
الحركات الماسونية ودعم الصهيونية العالمية
عن طريق الماسونية العالمية تم إختراق العالم الإسلامى والتوغل داخل المجتمع الفلسطينى وتسهيل دخول الجماعات الصهيونية السرية التى قامت بعمليات الإبادة للشعب الفلسطينى وأدت إلى إحتلال أرض فلسطين وعن طريق الماسونية العالمية تم الضغط على بعض الحكومات العربية لسحب جيوشها من فلسطين فى حرب ١٩٤٨ ومن خلال الماسونية تم السيطرة على العالم ثقافيا وإعلاميا حتى أصبح الخطر يلف أرجاء البلاد العربية والإسلامية وخاصة مصر الحبيبة
دورنا كمصريبن فى محاربة توغل الماسونية
الدولة الأكثر أهمية لدى الماسونية العالمية هى مصر قلب العالم الإسلامى ولذلك فإن المؤامرات عليها لاتنتهى. مؤامرات فى كل النواحى فى الفن والإعلام والسياسة والإقتصاد
والنجاة من هذه المؤامرات يأتى بالحكمة والهدوء والتريث فى كل أفعالنا وتغليب مصلحة الدولة العليا على المصلحة الشخصية لنخرج بمصرنا لبر الأمان فى ظل مؤسسات قوية وجيش قوى يحافظ على الدولة من العبث فى الداخل والخارج .
رمضان عبد الفتاح النجار
كاتب وباحث