التوجه الديني يُغلف الضربة الإسرائيلية ضد إيران لخداع الداخل والخارج
"الأسد الصاعد".. عنوان مستلهم من العهد القديم

كتب – هاني حسبو
في خطوة تحمل دلالات دينية واضحة، أطلقت إسرائيل على عمليتها العسكرية الأخيرة ضد إيران اسم “الأسد الصاعد”، وهو تعبير مقتبس من الإصحاح 23:24 من سفر العدد في العهد القديم، والذي يصف شعبًا “يقوم كلبوة، ويرتفع كأسد، لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى”.
ويرى مراقبون أن هذا الاختيار يحمل رسائل رمزية تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى توظيفها لتأكيد رؤيتها لنفسها كقوة لا تُقهر، وانها تخدع الداخل والخارج بأنها تخوض معاركها انطلاقًا من عقيدة دينية – سياسية.
نتنياهو في حائط المبكى: “سينتفض الشعب كالأسد”
وبحسب وكالة رويترز، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس في مشهد درامي لافت، وهو يضع ورقة مكتوبة بخط اليد في شق من الحائط الغربي (حائط المبكى) في القدس، الموقع الأكثر قداسة لدى اليهود.
ونشر مكتبه في اليوم التالي صورة لتلك الورقة وقد كتب عليها العبارة: “سينتفض الشعب كالأسد”، في إشارة مباشرة إلى رمزية العمل العسكري وتوظيف الدين فيه، سواء أمام الرأي العام المحلي أو في مواجهة إيران.
التوراة كمرجعية سياسية وعسكرية
يشير محللون إلى أن هذا التوجه لم يكن مفاجئًا، خاصة في ظل التركيبة اليمينية والدينية للحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي لا تتردد في استخدام النصوص المقدسة لتبرير قراراتها.
ويُعتبر استدعاء النصوص الدينية في هذا السياق جزءًا من خطاب قومي متشدد، يهدف إلى حشد الدعم الشعبي، وتبرير الهجمات العسكرية بوصفها “واجبًا مقدسًا” يتماشى مع الإرث التوراتي لإسرائيل.
رسائل للداخل والخارج
يمثل استخدام هذه الرموز الدينية رسالة موجهة إلى الداخل الإسرائيلي لتكريس فكرة أن إسرائيل تخوض معركتها ضد إيران من منطلق ديني، فيما تحمل في الوقت نفسه رسالة إلى الخارج بأنها دولة تتحرك بدافع من “حق تاريخي” مزعوم ، وهو ما قد يعزز مكانتها في أوساط التيارات اليمينية والدينية حول العالم.
ختامًا: تصعيد عسكري بغلاف ديني
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا متبادلًا بين إسرائيل وإيران، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع. إلا أن إدخال العامل الديني في خطاب الحرب ينذر بتعقيد المشهد أكثر، وقد يحوّل الصراع من كونه جيوسياسيًا بحتًا إلى صراع يحمل طابعًا عقائديًا أكثر خطورة.