أراء وقراءاتاحدث الاخبار

التَعْلِيم الفَاشِل (1) بقلم: د. أمين رمضان

مظاهرة تفضح نظام التعليم ( الأرشيف)

اخترت عنوان “التعليم الفاشل” لهذه السلسلة من المقالات لتكون كشافاً لملامح التعليم الفاشل، سواء اعترف المسئولون عن التعليم في عالمنا العربي به أم لم يعترفوا، ومن البديهي ألا يعترفوا لأنهم جزء من المشكلة، بل أحد أسبابها الرئيسة.

التخلف الذي يضرب أطنابه في كل جوانب حياتنا لا يخفى على أحد، من يعترفون بهذا التخلف ويرونه بأعينهم، لأنهم يعرفون أين وصل غيرنا وأين نحن الآن، ويعرفون أيضاً أن الفجوة تزداد كل يوم، ولا يمكن اللحاق بها دون ثورة علمية حقيقية، يقودها إصلاح سياسي أولاً.

حتى الذين يعيشون في حفلات الزار يطبلون لإنجازات وهمية في عالم التعليم، يزيفون بها وجه الحقيقة المُرَّة، يعلمون في داخلهم أنهم يزينون تخلف قبيح، ليخدعوا الجماهير، أو يزينوا وجه الدولة الفاشلة، وغالباً ما يفعل المسؤولين ذلك، ليحافظوا على مكاسبهم ومناصبهم، حتى لو كانت على حساب خراب الوطن وأطلاله.

رحلتي مع التعليم بدأت من أكثر من نصف قرن، حين ذهبت للمدرسة الابتدائية، في مدينة الإسكندرية، عام 1956 ميلادي، ومستمرة حتى الآن، مررت بجمبع مراحل التعليم حتى حصلت على الدكتوراه في العلوم من بريطانيا، وعملت معيداً بالجامعة منذ عام 1974 ميلادي، وما زلت بالجامعة حتى الآن، عايشت ثقافات مختلفة، وعشت النقلة التكنولوجية العالمية التي تحيط بنا من كل جانب، وتشكل حياتنا الآن، ورأيت التعليم وهو يعاني كل هذا التغيير من حولة، بينما يجلس على سدة التعليم عواجيز خارج التاريخ والجغرافيا، صنعوا المشكلة وما زالوا يقامرون بمستقبل الأمة.

 

هذه السلسلة ترصد معالم الفشل، وأسبابه، وأدواته، وواقعه، وتحدياته، وأثرة إذا استمر لا قدر الله على المستقبل، وعلاقاته بالدولة ومؤسساتها، ونظامها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لأن المجتمع نُظُم متشابكة، لا يمكن إصلاح نظام دون إصلاح النظم الأخرى، لأنها تؤثر وتتأثر ببعضها البعض.

الهدف من الكتابة هو الطَرْقْ على الآذان، والاستمرار في الحديث عن المشكلة، لعلنا نتدارك الأمر اليوم قبل الغد، ونتحمل مسئوليتنا أمام الله أولاً وأمام الأجيال ثانياً.

لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب، لأن ميادين العمل لا تنتظر الكسالى.

الدكتور أمين رمضان
aminghaleb@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.