أراء وقراءات

جرائم القتل.. الأسباب والعلاج

بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد

في الفترات الأخيرة انتشرت جرائم القتل بشكل كبير ، والعنف الأسري خاصة ، فنجد قتل الزوج لزوجته ، قتل الزوجة لزوجها، او قتل الأم لبنتها بمشاركة ابنها ، أو قتل الأب لأولاده ، او قتل الأم لأولادها ، فيجب جميعاً نتوقف ونتساءل لماذا تحدث مثل هذه الجرائم في مجتمعنا .هل هي بسبب مشاكل نفسية ، أم اقتصادية أم عوامل أخرى ؟ وكيف نحلها قبل أن تتفاقم ؟

وقد ترجع جرائم القتل الأسرية إلى أسباب متعددة: منها اجتماعية وتبدأ بعدم الحب والتفاهم بين الطرفين (الزوج والزوجة)  ويؤدي بالانفصال بين الزوجين ويهدد امن الاسرة وامانها ، مما يؤدي إلى إثارة الغضب والصراخ والعنف وكل هذا يؤدي إلى القتل . وايضاً سوء اختيار الزوج والزوجة يؤدي إلى القتل لعدم تقبل كل منهم للآخر .

كما ترجع أيضاً إلى أسباب اقتصادية : وهي أن دخل الاسرة قليل والمتطلبات أكثر ، والنظرة للآخرين والمقارنة ، كما ما يتم عرضه بالإعلام من رفاهيات ، وايضا الانفاق للأسرة كبير في ضوء الاسعار الموجودة. وليس هذا فحسب . بل قد ترجع ايضا لعوامل نفسية : وهو أنه يكون يعاني أي طرف من اضطراب نفسي يُلحق بضرر للآخرين، وايضا الغيرة بين الزوجات والازواج وافراد العائلة الواحدة كل هذا يؤدي إلى القتل .

والسبب الأهم من وجهة نظري هو غياب الوازع الديني وعدم معرفة تعاليم الدين الصحيح للزوج والزوجة ومعرفة سُنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وايضا التفرقة في المعاملة بين الأولاد ،وكل هذا يرجع إلى التربية والنشأة في الصغر, وهذا يؤثر في شخصية الجميع في الكبر، ولذلك لابد من إبراز الايجابيات والقدوة الحسنة في الصغر، والتركيز على العامل الديني الذي يُقلل مثل هذه المشاكل، وضرورة التدقيق في اختيار شريك الحياة ، وايضاً عدم نقل كل كبيرة وصغيرة بمواقع التواصل الاجتماعي ، وايضا لازم نُكثر من تدريبات وندوات للشباب لتوعيته بكيفية اختيار شريك الحياة وما معنى تكوين اسرة.

وايضا على الاعلام تكثيف الدور عن أهمية الاسرة وكيفية اكتشاف الجانب الايجابي في شريك الحياة وكيفية معالجة نقاط الضعف من أجل أسرة سعيدة ، ولابد على الاعلام والمجتمع بأكمله تنشئة الاطفال في الصغر على المحبة ، وكيفية عمل مشروعات صغيرة تصبح بعد ذلك كبيرة تساعدهم في الدخل فيما بعد ، وايضا الاستفادة من ايجابيات مواقع التواصل الاجتماعي والبُعد عن كل ما هو سلبي ، حتى لا يختفي بريق الذهب.

23 من أغسطس 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.