الجامعة العربية تحذر من تقسيم السودان والخارجية السودانية تستدعي سفيرها لدى كينيا

كتبت: د. هيام الإبس

الجامعة العربية: نرفض أي خطوات تمس وحدة السودان

أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن قلقها العميق إزاء أي تحركات قد تؤدي إلى تقسيم السودان أو تفتيته، مؤكدة أن مثل هذه الخطوات تشكل خطرًا على استقرار السودان والمنطقة بأكملها. وشددت الجامعة في بيان رسمي على التزامها بالسعي لحل الأزمة السودانية بما يحافظ على سيادة السودان ووحدته الترابية، داعية جميع الأطراف إلى الحوار والتوافق الوطني وتجنب أي إجراءات تعمق الانقسام.

السودان يستدعي سفيره لدى كينيا احتجاجًا

استدعت وزارة الخارجية السودانية، يوم الخميس، سفيرها لدى كينيا، كمال جبارة، للتشاور، وذلك ردًا على استضافة نيروبي اجتماعات لقوات الدعم السريع وحلفائها. واعتبرت السودان هذه الخطوة عدائية وتعد تهديدًا للأمن القومي السوداني.

وأشارت الخارجية السودانية إلى أن هذه الاجتماعات تهدف إلى تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع، محذرة كينيا من التداعيات الخطيرة لهذا التوجه، الذي يتعارض مع قواعد حسن الجوار والاتفاقيات الدولية.

ردود أفعال سودانية غاضبة

أكد وزير الداخلية السوداني، الفريق خليل باشا سايرين، أن استضافة كينيا لقوات الدعم السريع وعناصر متحالفة معها على أراضيها يمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان، وينتهك المبادئ الدبلوماسية ومواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

كما أشار سايرين إلى أن هذا التحرك لا يحترم العلاقات التاريخية بين السودان وكينيا، ويمثل انحيازًا واضحًا لطرف في الصراع، داعيًا المجتمع الدولي إلى إدانة التدخل الكيني في الشأن السوداني.

كينيا تبرر موقفها

في المقابل، أكدت الحكومة الكينية أن استضافة هذه الاجتماعات تأتي في إطار السعي لإيجاد حلول توقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وفي بيان رسمي، أوضحت كينيا أن الاجتماع الذي ضم 30 كيانًا سياسيًا ومهنيًا وأهليًا وحركات مسلحة يهدف إلى تسريع وقف الحرب والتوصل إلى اتفاق سياسي بين الأطراف السودانية، نافية نيتها دعم أي طرف على حساب الآخر.

قلق دولي من تشكيل حكومة موازية

من جانبه، حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، من أن إعلان تشكيل حكومة موازية في نيروبي من شأنه أن يعمّق انقسام السودان ويزيد الأزمة تعقيدًا.

الحزب الشيوعي: السودان على حافة التقسيم

وفي سياق متصل، حذر الحزب الشيوعي السوداني من أن السودان يواجه خطر التقسيم، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا يملكان شرعية تشكيل حكومات في بورتسودان أو نيروبي.

واعتبر الحزب أن محاولات فرض حكومة موازية عبر قوة السلاح تهدف إلى شرعنة الحرب وتكريس الانقسام، داعيًا إلى وحدة القوى الثورية والوطنية لمواجهة المخاطر الداخلية والخارجية التي تهدد مستقبل السودان.

 أزمة متفاقمة ومستقبل غامض

يستمر الصراع في السودان منذ أكثر من عام، وسط تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح أكثر من 15 مليون شخص. وبينما تحذر المنظمات الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية، تتصاعد المخاوف من احتمال تقسيم البلاد، في ظل استمرار الانقسامات السياسية والميدانية.