الجيش السودانى يتقدم فى محور شرق النيل ويسيطر على مواقع استراتيجية
الشيوعى: محاولات طرفى الحرب تشكيل حكومتين فى السودان ستقود لتعقيدات لا حصر لها

كتبت : د.هيام الإبس
أفاد إعلام القوات المسلحة، الاثنين، من تمكن القوات، بالتعاون مع قوات الاحتياطى المركزى، من إحراز تقدماً ميدانياً جديداً فى محور شرق النيل، مشيراً إلى التمكن من السيطرة على مواقع استراتيجية مهمة بعد معارك حاسمة ضد قوات الدعم السريع.
وأفادت مصادر ميدانية بأن الجيش تمكن من السيطرة على محطة “13” ، والتى تفصل بين حى الهدى والفيحاء فى شرق النيل، و تقع المحطة على مقربة من جسر المنشية، والتى تدور فيه معارك ضارية منذ أيام وسط عمليات كر وفر بين القوات.
ويأتي هذا التقدم فى إطار العمليات العسكرية المستمرة للجيش لاستعادة السيطرة على المناطق التى لا تزال تحت سيطرة قوات حميدتى فى الخرطوم، وذلك عقب انفتاح كبير حققه منذ نهاية العام الماضى ومطلع العام الحالى فى عدة محاور، وسط تأكيدات بمواصلة تقدمه واستعادة كافة المناطق من قبضة قوات الدعم السريع.
فى السياق ذاته، حذرت غرفة طوارئ شرق النيل، المواطنين القاطنين على مقربة من جسر المنشية بالعاصمة الخرطوم، بتوخى الحيطة والحذر، واللجوء إلى الحماية خلال الاشتباكات التى تدور بين الجيش والدعم السريع.
وأشارت غرفة طوارئ شرق النيل، فى تحديث عن الأوضاع الأمنية بالمنطقة الواقعة قرب جسر المنشية اليوم، إلا أن الاشتباكات التى اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع قرب جسر المنشية أسفرت عن إصابات وسط المواطنين فى حى الجريف شرق.
تقدم ميدانى
وكانت القوات المسلحة أكدت تحقيق تقدم ميدانى فى منطقة شرق النيل اليوم الإثنين، وأجبر الجيش قوات الدعم السريع على التراجع نحو الناحية الغربية من الجسر الرابط بين محلية شرق النيل وشرق الخرطوم.
وحقق الجيش تقدماً على الأرض مستخدماً آلاف الجنود من قوات المشاة والطائرات المسيُرات والمدافع الرشاشة، وهى تكتيكات مكنته من تسريع وتيرة السيطرة الميدانية خلال الحرب مؤخراً.
وحال سيطرة الجيش على كبرى المنشية، سيتمكن من وضع أقدامه على منطقة الخرطوم شرق، التى تضم الجريف غرب والرياض والمنشية والبرارى وامتداد ناصر ومستشفى إمبريال والناحية الشرقية من مطار الخرطوم.
وخسرت قوات الدعم السريع مناطق واسعة بمحلية شرق النيل خلال الأسابيع الماضية، جراء توسع الجيش من ناحيتى الشرق والغرب من ولاية الجزيرة إلى جانب تقدم آخر من الخرطوم بحرى.
على صعيد آخر، حذر الحزب الشيوعى السودانى من محاولات طرفى القتال ممثلة في حكومة الأمر الواقع فى بورتسودان بقيادة عبد الفتاح البرهان لتكوين حكومة فترة انتقالية مع الموالين له من فلول النظام السابق، ومحاولات مجموعة نيروبى بقيادة محمد حمدان دقلو التى تسعى لتشكيل حكومة موازية.
وقال الحزب فى بيان إن محاولات الطرفين واعوانهما فى الداخل والخارج لتشكيل الحكومتين؛ ستقود الى تعقيدات لا حصر لها وستفاقم من خطورة الوضع الراهن؛ من بينها زيادة الاستقطابات على أسس قبلية وجهوية فى بلد تعانى فيها المؤسسات الإدارية وهياكل الحكم من الهشاشة بسبب الفساد.
ويعتبر الحزب أن طرفى النزاع فى السودان هما وجهان لعملة واحدة، وأنهما مسؤولان بالتضامن والانفراد عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولى الإنسانى فى دارفور، وهما مسؤولان عن تفجر الكارثة الإنسانية هناك فى العام 2003، التى نتجت عنها جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب إلى جانب ارتكاب الانتهاكات الواسعة والممنهجة فى بقية أنحاء البلاد من بينها مجزرة القيادة العامة فى الخرطوم، طرفا الحرب أيضاً شريكان فى إجهاض وتقويض العدالة بتقاعسهما عن ملاحقة المتورطين فى ارتكاب المجازر والانتهاكات واسعة النطاق؛ ولجوئهما إلى تكوين لجان تحقيق صورية عديمة الصلاحية والقدرة على الوصول إلى نتائج وتوصيات من شأنها تحقيق العدالة بهدف تضليل الرأى العام المحلى والإقليمى والدولى وتضليل الضحايا وذويهم، وكذلك بهدف قطع الطريق أمام اللجان الدولية المحايدة.
ويحذر الحزب، من أن محاولات الطرفين واعوانهما فى الداخل والخارج فى تشكيل الحكومتين؛ ستقود الى تعقيدات لا حصر لها وستفاقم من خطورة الوضع الراهن؛ من بينها زيادة الاستقطابات على أسس قبلية وجهوية فى بلد تعانى فيها المؤسسات الإدارية وهياكل الحكم من الهشاشة بسبب الفساد. كما تحمل الكثير من مجتمعاتها إرثاً ثقيلاً بسبب الصراعات القبلية والجهوية.
وسكان المناطق التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع مضطرون للتعايش مع سلطات الدعم السريع ولكنهم ليسوا خاضعين لها بكل تأكيد حيث لا يزال الملايين من ضحايا الجنجويد والدعم السريع يعانون من مهانة اللجوء والنزوح وهم ينتظرون تحقيق العدالة والانصاف.
من الجانب الاخر فإن حكومة البرهان المرتقبة والتى ستتشكل من خصوم وأعداء الشعب؛ فلول نظام المؤتمر الوطنى المحلول والموالين لهم، الذين قطعوا الطريق أمام ثورة ديسمبر وظلوا يخططون لتقسيم السودان تارة، هؤلاء لن تقبل بهم جماهير الشعب السودانى وقواه الحية خاصة فى ظل استمرار جذوة الثورة التى لا تزال متقدة رغم العثرات.
وإصرار طرفى الحرب على رفض الجلوس حول طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية والداخلية يعرض حياة اكثر من خمس وعشرين مليون شخص لخطر الموت جوعا بسبب حرمانهم من الحصول على معينات الحياة الضرورية من الغذاء والدواء، كما يزيد من معاناة أكثر من عشرة مليون سودانى من العالقين فى معسكرات النزوح واللجوء.
الحزب الشيوعى السودانى يحمل البرهان والمليشيات التى تحارب معه من انصار النظام المباد مختلف مسمياتها، كما يحمل الحزب مجموعة نيروبى الموالية للجنجويد المعروفة باسم مجموعة التاسيس مسؤولية الانتهاكات التى ستشهدها مناطق سيطرة الدعم السريع وأى مناطق اخرى فى البلاد باعتبارهم شركاء لمليشيا الجنجويد.