الجيش السوداني يتقدم في مناطق نفوذ قوات الدعم السريع في الخرطوم

تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
كتبت: د. هيام الإبس
تستمر المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالسودان، ما أدى إلى مقتل 135 شخصًا على الأقل وإصابة 133 آخرين جراء القصف الذي استهدف مدن أم درمان، ونيالا (عاصمة ولاية جنوب دارفور)، والفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور)، وكادقلي (عاصمة ولاية جنوب كردفان).
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا كبيرًا مع تقدم الجيش في الخرطوم، حيث تمكن من فك الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مقر القيادة العامة، واستعاد السيطرة على مقر سلاح الإشارة، ومصفاة الجيلي النفطية في الخرطوم بحري، بالإضافة إلى مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.
الحصار على شرق النيل وتقدم الجيش
وفقًا لمصادر إعلامية سودانية، يستعد الجيش لفرض حصار على منطقة شرق النيل، التي تُعد من أهم مناطق تحرك قوات الدعم السريع، تمهيدًا لاختراق العاصمة. كما أعلن الجيش عبر صفحته على “فيسبوك” تقدمه في مدينة الكاملين بولاية الجزيرة، حيث قوبل ذلك بفرحة المواطنين وابتهاجهم.
قلق دولي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان
أعرب ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه إزاء تقارير تفيد بإعدامات ميدانية استهدفت مدنيين في الخرطوم بحري على يد الجيش وميليشيات متحالفة معه. وأشار إلى أن العديد من الضحايا ينحدرون من دارفور وكردفان، داعيًا جميع الأطراف إلى وقف القتال والسعي إلى حل سلمي.
السيطرة على دارفور وتصاعد القتال
في دارفور، أسفرت ضربة جوية للجيش في نيالا عن مقتل 30 شخصًا وإصابة 63 آخرين، بينما قُتل أكثر من 60 مدنيًا في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر. وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا على الفاشر منذ مايو 2024، ما أثر على مليوني شخص يقطنون المدينة.
وفي كادقلي، أدى القصف المدفعي إلى مقتل 40 شخصًا وإصابة 70 آخرين، حيث اتهم حاكم الولاية الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بتنفيذ الهجوم، في ظل استمرار المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
لماذا يتراجع الدعم السريع أمام الجيش؟
يُرجع المحللون تراجع قوات الدعم السريع إلى عدة عوامل، منها الأخطاء الاستراتيجية، صعوبة الإمدادات، والانقسامات الداخلية. ويرى كاميرون هدسون، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن قوات الدعم السريع كانت أكثر جاهزية في بداية الحرب، لكنها تعاني الآن من نقص في الأسلحة وتراجع جهود التجنيد.
كما أن الجيش السوداني استغل الوقت لإعادة تنظيم صفوفه وتوسيع قاعدة قواته عبر ضم متطوعين ووحدات أمنية سابقة، مثل قوات العمليات الخاصة، مما عزز قدرته على القتال في المدن.
تغيير تكتيكات الحرب
وفقًا للباحث إيريك ريفز، فإن الجيش السوداني عدّل استراتيجيته التي كانت تعتمد سابقًا على الضربات الجوية، ليعتمد الآن على العمليات البرية المدعومة بوحدات متخصصة. كما أن قوات الدعم السريع أرهقتها خطوط الجبهة الممتدة، حيث تتركز معاقلها في دارفور على بعد أكثر من 1200 كيلومتر من الخرطوم، ما يجعل الإمدادات والتنسيق أكثر صعوبة.
في ود مدني، شكل انشقاق القائد السابق لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أبوعاقلة كيكل، وانضمامه إلى الجيش، ضربة قوية للقوات المتمردة.
استهداف البنية التحتية
مع تراجعها، لجأت قوات الدعم السريع إلى استهداف البنية التحتية، حيث نفذت هجمات على محطات توليد الكهرباء، وأكبر مصفاة نفط في السودان، والمستشفى الوحيد العامل في الفاشر، وسوق صابرين في أم درمان.