السودان

الجيش السوداني  يحبط أعنف هجوم لقوات الدعم السريع على الفاشر

حاكم إقليم دارفور .. النصر 227 في مواجهة المعركة الفاصله لقوات الدعم السريع

كتبت / د.هيام الإبس

 

تعرضت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لهجوم هو الأعنف من نوعه منذ شهور، شنّته قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور رئيسة، وفقاً لمصادر محلية.
ووفقاً لمصادر إعلامية موثوقة تشهد مدينة الفاشر تصعيداً عسكرياً خطيراً ، حيث تتجه الأنظار نحو ما تصفه قوات الدعم السريع بـ”المعركة الفاصلة”، وقد كشفت مصادر إعلامية عن وصول تعزيزات ضخمة من جهات متعددة إلى المدينة، ما ينذر بمواجهة وشيكة قد تغير مسار الصراع في دارفور.

حشود عسكرية من جهات مختلفة

وتفيد التقارير بأن الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو قد دفعت بقوة عسكرية كبيرة، تضم ثلاثة وخمسين عربة قتالية حديثة، من جنوب كردفان باتجاه الفاشر. وتتزامن هذه الخطوة مع وصول مرتزقة تابعين لقوات الدعم السريع، قادمين من ليبيا عبر المثلث الشمالي للسودان.

وتأتي هذه التحركات وسط قصف مدفعي مكثف تشهده المدينة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، وقد حذرت تنسيقية لجان المقاومة المواطنين، مطالبة إياهم بالبقاء في الملاجئ.
حيث بدأ الهجوم بقصف مدفعي مكثف استهدف مواقع الجيش السوداني في وسط المدينة، ثم تبعته هجمات برية بعشرات العربات القتالية والمدرعات من الشمال، والشمال الشرقي، والغرب، وتأتي هذه الهجمات في إطار محاولات الميليشيا السيطرة على القاعدة العسكرية الرئيسة للجيش في الفاشر.

وأكدت المصادر اندلاع اشتباكات عنيفة في الأحياء السكنية الجنوبية من المدينة، مع استمرار تبادل القصف بالأسلحة الثقيلة في محاور متعددة، ما يثير مخاوف كبيرة على سلامة المدنيين.

قادة كبار كانوا فى المقدمة

أفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع قد تكبدت خسائر كبيرة في صفوف قادتها الميدانيين خلال هجومها الأخير على الفاشر. وتوضح المصادر أن عدداً من هؤلاء القادة أصيبوا في بداية الهجوم، وتم إجلاؤهم فوراً إلى مطار نيالا لتلقي العلاج.

وتأكد مقتل المقدم عبد العزيز، الشهير بـ”أب كرنك”، الذي كان يشغل منصباً قياديًا بارزًا في الميليشيا، ويعتبر مقتله خسارة كبيرة، خاصةً أنه كان يتمتع بخبرة قتالية واسعة ولعب دوراً محورياً في العمليات العسكرية للميليشيا، بدءاً من كبكابية وصولًا إلى الفاشر.

أعنف هجوم فى تاريخ المدينة

فى المقابل، أعلنت مصادر إعلامية أن الجيش السوداني نجح في إحباط أعنف هجوم شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ بداية الحرب.

وأسفرت المواجهات عن مقتل عدد كبير من المهاجمين وتدمير عدة آليات قتالية، ما أجبر قوات الدعم السريع على التراجع والإنسحاب دون تحقيق أي تقدم ميداني.

في الوقت نفسه، تتواصل الهجمات بالمدفعية والطائرات المسيّرة على من يسميهم الجيش السودانى “بالمتسللين”، حيث تم قتل وأسر أعداد منهم فى أحياء شرق الفاشر.

في أعقاب صد الهجوم الواسع النطاق على مدينة الفاشر، وجه حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، التهنئة للقوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة، واصفًا ما حدث بـ”النصر رقم 227″ على قوات الدعم السريع.

وفي منشور على موقع “فيسبوك”، أكد مناوي أن محاولة الميليشيا لدخول المدينة لن تكون سوى “تذكرة ذهاب دون عودة”، متعهداً بأن القوات المدافعة لن تتراجع حتى يتم تطهير الفاشر وكل أراضي السودان من “المجرمين”.

القوة المشتركة تكشف عن خسائر الدعم السريع

في سياق متصل، أصدرت القوة المشتركة بيانًا مدعماً بمقاطع فيديو، أكدت فيه أنها كبدت قوات الدعم السريع خسائر فادحة، وأوضح البيان أن الهجوم، الذي شمل 543 سيارة قتالية، أسفر عن مقتل أكثر من 245 مهاجمًا، وتدمير 16 سيارة عسكرية بالكامل.

الهدوء الحذر يعود إلى الفاشر

وفي سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية أخرى بعودة الهدوء الحذر إلى المدينة، حيث تمكنت “الفرقة السادسة مشاة” التابعة للجيش من صد هجمات قوات الدعم السريع، التي تهدف إلى السيطرة على المدينة وقاعدتها العسكرية،  وهي آخر معاقل الجيش في دارفور، وأكدت المصادر أن الجيش تمكن من تكبيد الميليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، واستعاد السيطرة الكاملة على جميع محاور القتال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى