الجيش السوداني يسترد شرق النيل بالكامل من عناصر الدعم السريع

✍ كتبت: د. هيام الإبس
أحرز الجيش السوداني تقدمًا استراتيجيًا في ولاية الخرطوم، حيث تمكن من تحرير محلية شرق النيل بالكامل، التي كانت تُعد المخزن البشري والعسكري لقوات الدعم السريع، إضافةً إلى استعادة السيطرة على جسر المنشية الذي يمثل محورًا حيويًا في المعركة.
سيطرة الجيش على أحياء شرق النيل
أعلنت تنسيقية لجان مقاومة كرري أن القوات المسلحة أخلت حي البركة في محلية شرق النيل من عناصر الدعم السريع، لتُحكم سيطرتها بالكامل على المنطقة، مع استمرار عمليات التمشيط وجمع السلاح.
وأكدت التنسيقية أن القوات المسلحة نفذت عملية التفاف ناجحة لاقتحام حي البركة، مما أدى إلى استعادة السيطرة على المنطقة بالكامل، كما بسطت سيطرتها على جميع المربعات السكنية في حي الوحدة.
ورغم نجاح الجيش في تحرير المنطقة، إلا أن المواطنين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والأدوية، نتيجة توقف الإمدادات والأسواق، وسط آمال بعودة الخدمات الأساسية سريعًا.
استعادة جسر المنشية وأهميته العسكرية
يُعد جسر المنشية، الذي تم افتتاحه عام 2006، شريانًا رئيسيًا يربط بين الخرطوم وشرق النيل عبر النيل الأزرق. وكان الجسر بمثابة ممر استراتيجي لقوات الدعم السريع، حيث سهل تنقلها بين الخرطوم وبحري وشرق النيل، مما منحها قدرة على المناورة والإمداد العسكري.
استعادة الجيش لجسر المنشية، إلى جانب سيطرته على المدخل الشرقي لجسر سوبا الاستراتيجي في 24 فبراير، عززت من عزلة قوات الدعم السريع في شرق النيل، مما جعلها محاصرة بالكامل دون منفذ للانسحاب نحو الخرطوم.
أهمية محلية شرق النيل لقوات الدعم السريع
وفقًا للخبير العسكري أبو بكر عبد الرحيم، كانت محلية شرق النيل أحد أهم معاقل الدعم السريع، حيث ضمت ثلاثة مواقع استراتيجية تم استخدامها كمراكز لوجستية، وهي:
- معسكر خولة في الجريف شرق،
- معسكر حي النصر كمركز رئيسي للتمركز،
- كلية البيطرة بحلة كوكو كمقر عسكري.
كما استخدمت قوات الدعم السريع المزارع الممتدة في شرق النيل كمخازن للأسلحة والمعدات العسكرية، ومراكز تدريب للمقاتلين المستجلبين من جنوب السودان.
تداعيات تحرير شرق النيل على سير العمليات العسكرية
يوضح الخبير العسكري سالم عبد الله أن السيطرة على شرق النيل تفتح الطريق أمام الجيش لتحرير شرق الخرطوم بالكامل، بما يشمل أحياء المنشية، الرياض، بري، امتداد ناصر، والصفا، وصولًا إلى الالتحام مع القوات المرابطة في القيادة العامة وسط الخرطوم.
كما سيتيح العبور المتزامن للجيش عبر جسر سوبا وجسر المنشية تنفيذ خطة تحرير جنوب ووسط العاصمة، وتأمين ظهر الجيش استعدادًا للمرحلة النهائية من المعركة.
الوضع الأمني بعد تحرير شرق النيل
مع استعادة القوات المسلحة السيطرة على شرق النيل، أصبحت الحركة بين أم درمان، بحري، شرق النيل، وولايات الجزيرة ونهر النيل والقضارف وحتى بورتسودان أكثر سلاسة.
وبحسب قائد لواء البراء بن مالك المساند للجيش، فإن المرحلة القادمة ستشهد تحرير المناطق المتبقية في أم بدة بغرب أم درمان، وبعض أحياء الخرطوم، إضافة إلى منطقة جبل أولياء جنوب العاصمة.
توقعات بحسم المعركة في الخرطوم قريبًا
أكد قائد منطقة الشجرة العسكرية وسلاح المدرعات، اللواء نصر الدين عبد الفتاح، أن الجيش يقترب من وسط الخرطوم، مشيرًا إلى أن “النصر سيكتمل في الخرطوم وكل السودان خلال شهر رمضان“.
وأظهرت مقاطع مصورة تمركز سلاح المدرعات بالقرب من جسر الحرية في وسط الخرطوم، ما يعزز التوقعات بأن القوات المسلحة باتت على بُعد أمتار قليلة من القصر الجمهوري، مما قد يُسرّع حسم معركة استعادة العاصمة بالكامل.