السودانشئون عربية

الجيش السوداني يسيطر على أم سيالة الاستراتيجية بعد معارك دامية مع الجيش السريع

✍️ كتبت – د. هيام الإبس

في تطور جديد يعكس تصاعد الصراع في السودان، تمكن الجيش السوداني من السيطرة على منطقة أم سيالة الاستراتيجية ومدينة بارا المجاورة، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع. هذه الخطوة تمثل تحولاً مهماً في مسار المواجهات الدائرة في ولاية شمال كردفان، حيث يسعى الجيش لتوسيع نفوذه باتجاه الخرطوم، فيما تحاول قوات الدعم السريع الحفاظ على خطوط إمدادها الحيوية من دارفور.

أهمية أم سيالة الاستراتيجية

تقع أم سيالة على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال مدينة الأبيض، وتشكل نقطة وصل رئيسية عبر طرق ترابية قديمة تربط كردفان بالخرطوم وأم درمان. هذه الأهمية جعلت المنطقة مسرحاً لعمليات كر وفر متكررة خلال الأشهر الماضية، كان آخرها في سبتمبر 2025. السيطرة عليها اليوم تمنح الجيش ميزة دفاعية قوية لحماية الأبيض، وتمهد لتقدمه نحو الدلنج وكادقلي، ما قد يقطع خطوط الإمداد القادمة من الفاشر التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

تفاصيل المعارك

بدأت المواجهات فجر اليوم بهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع باستخدام مصفحات ثقيلة ومدافع على مواقع الجيش حول أم سيالة وبارا. ورد الجيش بغارات جوية مكثفة ودعم بري، ما أدى إلى صد الهجوم ودخول القوات الحكومية إلى المدينتين. ووفق مصادر عسكرية، أسفرت المعارك عن مقتل عشرات من عناصر الدعم السريع وتدمير عدة مركبات قتالية، فيما أصيب بعض الجنود الحكوميين وتم إسعافهم إلى مستشفيات الأبيض.

الخسائر والتعزيزات

يعتمد الجيش السوداني على تعزيزات قادمة من الشمالية والخرطوم، بينما يتلقى الدعم السريع إمدادات من دارفور. هذا التوازن يجعل معركة كردفان حاسمة للطرفين، خاصة بعد سيطرة الدعم السريع مؤخراً على مدينة الفاشر.

التأثيرات الإنسانية

المعارك الأخيرة أدت إلى نزوح أكثر من 39 ألف شخص خلال الأسابيع الماضية باتجاه النيل الأبيض وأم درمان. كما شهدت المنطقة حالات إعدامات ميدانية وقصفاً عشوائياً، ما دفع الأمم المتحدة للتحذير من كارثة إنسانية وشيكة تهدد نحو مليون شخص بالمجاعة.

سياق التصعيد

تأتي معارك أم سيالة بعد سلسلة من المواجهات المتصاعدة، أبرزها استعادة الجيش مناطق أم دم حاج أحمد وكازقيل في 15 نوفمبر، وتصعيد جديد في بابنوسة يوم 16 نوفمبر. ومع دعوات مجلس السيادة للتعبئة العامة ضد قوات الدعم السريع، يتوقع محللون أن تشهد كردفان مزيداً من التصعيد العسكري خلال الفترة المقبلة.

خاتمة

سيطرة الجيش السوداني على أم سيالة تمثل خطوة استراتيجية في مسار الصراع، لكنها في الوقت ذاته تزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي. ومع استمرار المعارك، يظل مستقبل السودان رهناً بقدرة الأطراف على التوصل إلى تسوية توقف نزيف الدم وتحفظ وحدة البلاد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى