احدث الاخبارالسودان

الجيش السوداني يقترب من القصر الجمهوري وقوات الدعم السريع تفقد معاقلها الاستراتيجية

كتبت: د. هيام الإبس

اقتربت القوات المسلحة السودانية من السيطرة على القصر الجمهوري، آخر معاقل قوات النخبة بالدعم السريع في العاصمة الخرطوم. وشهدت الأيام الماضية تصعيدًا عسكريًا من الجيش، الذي يشن هجماته من ثلاثة اتجاهات، مستهدفًا مواقع الدعم السريع في محيط القصر.

في المقابل، تحاول قوات الدعم السريع تأمين ممرات الربط بين القصر الرئاسي وجنوب الخرطوم عبر مخرج السكك الحديدية ومعمل “ستاك”، إلا أن الجيش كثّف هجماته من الشمال باتجاه القصر، عبر شوارع الجمهورية والجامعة والبلدية، مما ضيّق الخناق على قوات الدعم السريع.

خبير استراتيجي: سقوط القصر الجمهوري ضربة سياسية للدعم السريع

يؤكد الباحث في الشأن الاستراتيجي، محمد عباس، أن فقدان القصر الجمهوري سيكون له تداعيات سياسية خطيرة على قوات الدعم السريع، التي أبقت قوات النخبة المدربة خارجيًا في محيط القصر منذ بداية القتال.
وأضاف أن الجيش يتمركز حاليًا في منطقة “المقرن” جنوب القصر، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على شارع القصر وصولًا إلى السكك الحديدية والخرطوم 3.

وأشار عباس إلى أن الجيش دفع بتعزيزات من سلاح المدرعات والشجرة باتجاه كبري الحرية ومحطة جاكسون، لتطويق قوات الدعم السريع في شارع القصر، استعدادًا للالتحام مع القوات القادمة من القيادة العامة.

على الصعيد الإنساني، أفادت التقارير بأن الدعم السريع أجبر السكان على النزوح قسرًا من أحياء الخرطوم 3 والسجانة والديوم الشرقية، حيث تم إجلاؤهم بصعوبة إلى مناطق الحلة الجديدة والرميلة التي تخضع لسيطرة الجيش.

البرهان: القوات المشتركة في طريقها إلى الفاشر

أعلن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أن القوات المسلحة لن تعود إلى مفاوضات جدة قبل تجميع “الميليشيات المتمردة” في مواقع محددة ونزع سلاحها.

جاءت تصريحات البرهان خلال كلمة ألقاها في قرية البسابير بولاية نهر النيل، حيث أكد أن القوات المشتركة التي كانت تقاتل وسط السودان ستتجه إلى شمال دارفور لملاحقة “المتمردين”. وأضاف:

“لن نعود إلى مفاوضات جدة قبل أن يتم تجميع هذه القوات في معسكرات محددة لنزع سلاحها”.

وشدد البرهان على التزام الجيش بتطهير السودان ممن وصفهم بـ”المرتزقة”، وعدم التراجع حتى تحقيق هذا الهدف. كما أشاد بصمود أهالي منطقة البسابير، الذين لم يغادروا قراهم رغم التهديدات الأمنية.

قصف مدفعي عنيف على مدينة الفاشر

على الصعيد الميداني، شهدت مدينة الفاشر تجددًا للقصف المدفعي العنيف من قبل قوات الدعم السريع، بعد هدوء نسبي خلال اليومين الماضيين. وأفادت لجان المقاومة بأن الجيش أسقط عشرات الطائرات المسيرة التي كانت تستهدف المدينة.

وذكرت التقارير أن القصف استهدف أحياء متعددة داخل الفاشر، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين، في وقت تشير فيه التقديرات الأممية إلى أن المدينة تؤوي أكثر من مليون نازح.

كما شهد معسكر زمزم للنازحين موجات نزوح جماعية إلى داخل الفاشر بسبب المعارك المستمرة. وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أعلنت في الشهر الماضي أن أكثر من 10,000 أسرة فرت من معسكر زمزم خلال يومين فقط.

مناوي: الوضع الإنساني في معسكر زمزم خطير

أكد حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، أن أوضاع النازحين في معسكر زمزم “حرجة للغاية”، داعيًا إلى تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية لتقديم الدعم الإنساني.

وأشار مناوي إلى أن الحكومة أرسلت مساعدات تشمل أدوية ومواد إغاثية، لكنها غير كافية، مضيفًا أن سلطات الإقليم تعمل على إرسال المزيد من المساعدات لتلبية احتياجات النازحين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.