مستنقعات الغفلة والجلاء الحقيقي
بقلم / احمد يسري جوهر
يعرض الدكتور محمد دويدار استاذ الإقتصاد السياسي بكلية الآداب – بجامعة الإسكندرية في أحد اجزاء كتابه :( الحركة العامة للإقتصاد المصري في نصف قرن – رؤية استراتيجية ) لمدى عدوانية رؤوس الأموال الغربية تجاه البلاد العربية .
وذكر على سبيل المثال التخريب الذي ألحقته الدول الأوروبية المحتلة بالساحل الشمالي المصري ، و إثارة حالات من رعب السكان بنشر الألغام الأرضية على مساحات و مسافات شاسعة و ما في ذلك من جريمة اجتماعية و تعطيل للمشروعات الإقتصادية ، مع الإمتناع عن صيانة و إصلاح ما تم إضراره بمناطق استراتيجية .
واستعرض الدكتور محمد دويدار في كتابه القيم تدخلات الولايات المتحدة العسكرية والدبلوماسية في محاولة دعمها إسرائيل في لبنان ، فلسطين و مصر ، مبلورا لعدوانية اوروبا و الولايات المتحدة باستغلال لإمكانياتها التكنولوجية و الإقتصادية في ممارسة سلوكيات عدونية نحو البلاد العربية .
وبعد سرده للشواهد العدوانية الغربية ،جسد الدكتور محمد دويدار كل ذلك بقوله في ختام الباب الأول ”
” إزاء هذا الإتجاه التاريخي الذي يبلور إصرار الغرب الرأسمالي على السيطرة على مقدرات الشعوب العربية ، يكون الكلام عن نظرية المؤامرة خاليا من أي معنى .ان لحظة جلاء قوات عسكرية لدولة أجنبية من أرض ملك لشعب آخر ليست انقضاء لوجودها بمخطط هذه الدولة ، ولاسيما اذا استمرت الدولة التي وقع عليها الاحتلال في حالة العوزة لغيرها. إن لحظة الجلاء الحقيقي للتدخل هو انفصال من وقع عليه العداء عن الحاجة لموارد المتربصين به : من قوت ، أموال . و إن العدو الأقبح هو كيان داخل الوطن متجنسا بجنسيته يمنع الدولة ان تكون مستقلة ، عدوا تستوجب رؤيته ان يحيط ابناء وطن دائرة الوعي . دائرة تتسع و تتقاطع لتنذر كرة مسؤولا ، و تكشف يوما إنجازا ، و ترقي يوما قائدا مستنيرا ، و توفر يوما فرصة ، دائرة ليس في حدودها حصانة لفاسد ، او أفضلية لقيمة سوى الإستقامة ، او تغافل عن خطر يختلف عن تهديد الأسلحة و الذخائر “.
لنتفق ان مستنقع الغفلة هو البديل الأوحد لدائرة الوعي ، و ان المستنقعات الكبيرة حواجز تعرقل الخطى للأمام .
الخميس 28 أكتوبر ٢٠٢١