بقلم / الفنان أمير وهيب
* هو مصطلح ل وصف وضع سئ يقول ” الحالة جيم ” ، اي ان الحالة هي الحرف الأبجدي ج ، و هو الحرف الثالث استنادا لترتيب الحروف الأبجدية المستخدمة قديما ، و اشهر مثال لها أغنية ” ليلى مراد ” ( أبجد هوس ) و المثال الثاني هو ترتيب البنود في الأوراق الرسمية و في أثناء الإمتحانات الدراسية كان ترتيب الأسئلة هكذا : أ – ب – ج – د إلي آخره.
واصل المصطلح يعود إلي الجهات الأمنية ، الحالة جيم يعني الحالة الثالثة ، و هو تعبير ” أمني ” ، يستخدم في وزارة الداخلية في جهاز الشرطة حيث هناك ثلاث حالات ، حالة ( أ ) يعني الوضع أمان ، حالة ( ب ) يعني الوضع انتباه ، الحالة ( ج ) ، يعني الوضع خطر و محتاج يقظة و تأهب.
وأي انسان ، متعلم وغير متعلم ، لديه قاموس خاص به يستخدم من خلاله كلمات تعكس شخصيته ودرجة ثقافته في التعبير عن الترحيب والمجاملة والمدح والتوبيخ والسخرية والذم والسب والرثاء وغيره.
وانا شخصيا لا استخدم تعبير ” الحالة جيم ” ولكني سمعته من مشاهد سينمائية عديدة و كان المقصود ان حالة هذا الشخص المالية زفت و محتاج فلوس.
والمفارقة ان هذا التعبير من السنيما هو الذي الهمني رثاء السنيما نفسها و بذات التعبير.
حال السنيما المصرية حاليا ” جيم ” ، كان الفيلم السنيمائي المصري حتى ظهور ” الفضائيات ” مع أوائل التسعينيات معروف بأنه ” الفيلم العربي ” ، لأن الدول العربية كلها دون استثناء كانت تنتظر هذا الفيلم ، و هذا الفيلم كان يقوم به منتج ذات رؤية فنية ، منتج بدرجة فنان ، حتى و ان كان الفيلم قصته مقتبسة و منقول معظم المشاهد الا انه كان إضافة ” الأغنية ” و فقرة ” الراقصة الشرقية ” يمحي هذا الاقتباس والنقل و يتحول فعليا إلي ” فيلم مصري ” الطابع والشخصية والهوية.
لذلك ، والملاحظة المؤكدة ، ان كل الدول الناطقة باللغة العربية تفهم جيدا اللكنة و اللهجة المصرية في حين ان المصريين لا يفهمون مثلا اللكنة الجزائرية واللهجة المغربية.
الفيلم المصري ، خاصة الاستعراضي الغنائي كان يقدم كل مطربين العرب وأي مطرب عربي يحلم بالشهرة والنجومية والعمل في السنيما كان لابد من أن يأتي إلي مصر ، على رأسهم فريد الاطرش وليلى مراد وصباح والقائمة طويلة جدا وآخرهم هيفاء وهبي.
المنتج الفنان اختفى ، و اختفت معه فقرة الأغنية و الراقصة الشرقية فسقط الفيلم المصري و فقد هويته و شخصيته و لم يعد الفيلم العربي و فقد قيمته الفنية و المالية التسويقية لأن الدول العربية تقدمت كثيرا و تشاهد الفيلم الأصلي وليس المصري المستنسخ دون اغاني و راقصة.
* و نزل أرض الملعب من على دكة البدلاء المنتج التاجر السمسار ، الفيلم بالنسبة له ” بضاعة ” تاجر يريد المكسب بأي شكل و بأي لون.
والفيلم الأجنبي المنقول المقتبس من النسخة الأمريكية لم يضاف إليه أي خطوط و ألوان مصرية أهمها مصطلحات ولهجة من القاموس المصري وألوان من البشرة المصرية.
* التاريخ بيقول انه في سنة ١٨٩٥ الأخين الفرنسيين ” لوميير ” اخترعوا كاميرا التصوير السينمائي ، و أطلقوا عليها ” سنيماتوجراف ” و بعد عدة أشهر ، في حركة ” تسويق ” المنتج الجديد ، كانت المدينة الثانية ، بعد باريس ، التي سافرا اليها لعرض اختراعهم ، هي مدينة ” الإسكندرية ” ، في ٦ يناير ١٨٩٦.
* كنت اتصور أن ” مهرجان الإسكندرية السينمائي ” يكون متزامن مع أول عرض سينمائي ، أي من ٦ الي ٢١ يناير ، اول و اجمل شهور السنة. الاسكندرية ، المدينة الأولى من الناحية التاريخية ، والأجمل شكلا وبنت الأكبر لقبا كما هو مذكور في شهادة الميلاد.
و اذا تعذر ان يكون المهرجان في هذا التوقيت ، يكون على الاقل ، من باب التسويق ، أحياء الذكرى عن طريق احتفالية سينمائية ضخمة عالمية لتنشيط السنيما.
* الحالة جيم ، لأن الفيلم نفسه أصبح ذو توجه مريب ، من ناحية ، يصور كثيرا مشاهد تعاطي المخدرات و انفجارات في شوارع مصر كما لو كنا في شيكاغو و اسفاف كوميدي زائد غير مضحك. و من ناحية أخرى لم نشاهد فيلم غنائي استعراضي راقص منذ عقود و حجة ارتفاع التكاليف هي حجة بلدي اوي.
استعادة الفيلم المصري شخصيته و هويته هو أمر حتمي و الفيلم المصري كان يمرر كل أفكاره الاجتماعية و الفنية و السياسية من خلال الفيلم و كانت مصر من خلال الفيلم المصري كلمتها مسموعة و نافذة على كل دول المنطقة و أولهم إسرائيل.
و إسرائيل كانت و لازالت تعرض الفيلم المصري على قنواتها التليفزيونية.
* سهل جدا ان أي شخص يستخرج بطاقة شخصية بدل التي فقدت و الفيلم المصري أيضا ، سهل جدا ان يستخرج بطاقة شخصية فنية بدل من هذه البطاقة الأمريكية المزيفة.
* و اعتقد آن الأوان بانتاج فيلم مصري ذو قيمة فنية و سياسية لكي يعرف العالم اصل قصة مصر و العبرانيين و يتضمن حقائق تاريخية و اغاني و رقص.
أمير وهيب
كاتب وفنان تشكيلي