الصراط المستقيم

الحج …..أسرار ومقاصد

كتب: هاني حسبو.

“وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير”

لا يخفى على كل ذي عقل عظم وأهمية فريضة الحج التي أوجبها الله تعالى على المستطيع من عباده وجعلها أحد أركان الإسلام الخمسة.

فالحج شأنه شأن بقية العبادات شرعها الله عز وجل وأوجبها وأعلمنا كثيرا من حكمها ومقاصدها وأسرارها.

أعظم هذه المقاصد هي الشعور بالانتماء ليس فقط للإسلام بل لجميع أنبياء الله ورسله من لدن آدم عليه السلام مرورا بخليل الرحمن ابراهيم عليه السلام وحتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

ذلك الشعور القوي المبهر الذي يكمن في قلب المسلم أنه ينتمي إلى هذه الثلة المباركة التي اجتباها الله عز وجل واصطفاها على كثير ممن خلق.

فنحن نقتدي بخليل الرحمن الذي قال الله تعالى عنه:

“وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ”

فنحن ننتمي لهذا النبي الكريم ونحج قاصدين هذا البيت العتيق.

كذلك ننتمي لهذا النبي الكريم في الامتثال لأوامر الله تعالى حينما لم يتأخر في تنفيذ أوامر الله حينما أمر بذبح ابنه ثم بالتضحية بما أمر الله عز وجل بالهدي أو بالأضحية.

ننتمي لجميع الأنبياء والمرسلين ولا نفرق بين أحد منهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

نشعر بالانتماء للمكان أيضا لأم القرى مكة المكرمة البلد الحرام التي بها بيت الله الحرام وجميع المشاعر المقدسة.ننتمي لها جميعا كمسلمين موحدين بالله سبحانه وتعالى والذي أوجب علينا هذا الانتماء ليس بشرا ولا ملكا ولا نبيا بل هو الله العلي القدير سبحانه وتعالى.

فننتمي للمزدلفة ومنى وعرفات وجميع هذه المشاعر لا لكونها أماكن فقط بل أماكن عظمها الله تعالى.

ننتمي للزمان أيضا فنعظم ما عظم الله سبحانه من أيام الحج لأن الله هو الذي أمرنا بتعظيمها فنعظم الأيام العشر من ذي الحجه ثم يوم النحر ثم أيام التشريق الثلاثة ونكبر الله سبحانه ونحمده ونسبحه على فضله وكرمه وجوده علينا.

ثم يأتي الانتماء لهذه الأمة الخيرة التي فضلها الله على كثير من الأمم اذا قامت بشروط هذه الخيرية.

ننتمي لهذه الأمة الوحيدة في هذا الكون الفسيح التي توحد الله حق التوحيد ولا تشرك به شيئا.

الأمة التي إذا ما أدت حق الله عليها كانت في طليعة الأمم وفي مقدمتهم.

ننتمي لأمة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم التي أمرت بتبليغ دعوة الله للناس كافة والتي تضحي بنفسها في سبيل هداية الناس لرب الناس.

ننتمي لهذه الأمة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم:

“نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَاخْتَلَفُوا، فَهَدَانَا اللهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، هَدَانَا اللهُ لَهُ – قَالَ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ – فَالْيَوْمَ لَنَا، وَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى .”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.