السودانشئون عربية

الحزب الشيوعي يرفض إنشاء قاعدة روسية في السودان ويحذر من خطورتها على مستقبل البلاد

بقلم: د. هيام الإبس

أعربت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني عن قلقها البالغ إزاء تصريحات وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان.

الحزب الشيوعي يحذر من مخاطر القاعدة الروسية

أكد الحزب في بيان رسمي صدر اليوم الجمعة أن التصريحات الحكومية أغفلت التأثيرات السلبية لهذا المشروع على السيادة الوطنية والاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن إبرام مثل هذا الاتفاق في ظل حالة الانقسام السياسي والصراع العسكري داخل السودان يفتقر إلى الشرعية القانونية والشعبية.

وأوضح البيان أن غياب الشفافية حول تفاصيل الاتفاق يثير مخاوف بشأن تداعياته الاستراتيجية، خاصةً أنه يعكس محاولات القوى الخارجية لاستغلال حالة الضعف السياسي والاقتصادي في السودان لترسيخ نفوذها العسكري.

رفض شعبي لتواجد القواعد العسكرية الأجنبية

شدد الحزب على أن إنشاء قاعدة عسكرية أجنبية على الأراضي السودانية يعد انتهاكاً للسيادة الوطنية، ويفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية التي تهدد وحدة السودان، محذراً من أن البلاد قد تصبح ساحة لصراعات دولية لا مصلحة لها فيها.

وأضاف البيان:

“الاتفاق يخدم مصالح فئات ضيقة مرتبطة بتحالفات عسكرية واقتصادية، تسعى إلى تكريس تبعية السودان للقوى الخارجية على حساب أمنه القومي ومستقبله.”

وأشار الحزب إلى أن هذا الاتفاق لا يعكس إرادة الشعب السوداني، بل يتناقض مع مبادئ ثورة ديسمبر 2018 التي أكدت على ضرورة تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي ورفض أي تدخل عسكري أجنبي.

دعوة وطنية لإلغاء الاتفاقات العسكرية الأجنبية

طالب الحزب الشيوعي بإلغاء جميع الاتفاقيات التي تسمح بوجود قواعد عسكرية أو مراكز استخبارات أجنبية داخل السودان، داعياً القوى الوطنية الحية من أحزاب سياسية، منظمات مدنية، وشبابية إلى التصدي لهذا الاتفاق ورفض أي محاولات لفرض أجندات خارجية على البلاد.

وأكد البيان أن حماية السودان من التورط في الصراعات الدولية والإقليمية مسؤولية وطنية، مشدداً على ضرورة الاصطفاف الشعبي ضد أي محاولة لجرّ السودان نحو محاور عسكرية تهدد أمنه واستقراره.

روسيا ومساعيها لإنشاء القاعدة العسكرية

تحاول روسيا منذ عام 2017 إحياء اتفاق أبرمته مع نظام الرئيس السابق عمر البشير لإنشاء قاعدة لوجستية عسكرية على ساحل البحر الأحمر، غير أن الاتفاق تعرض للتجميد خلال الفترة الانتقالية بعد سقوط النظام السابق.

ومع اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، عادت أصوات داخل مجلس السيادة الانتقالي للمطالبة بإحياء الاتفاق مع روسيا، خاصةً مقابل الحصول على إمدادات عسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.