ما أظلمنا حين نتجاهل الفطنة …. وما أعجبنا حين نظل نردد مانظنه …. ونتجاهل ما نتلفه بأيدينا أو ألسنتنا….. أليس العيب فينا ونحن نستخدم جوارحنا فى غير موضعها ؟!!!!! أليس العار علينا ونحن من نتجاهل التكليف وندعى التعريف؟!! أليست الدماء السائلة هى ما اقترفناه بوعينا؟!!!!!
عجيب أمر الحكيم إذ يفقد البصيرة ….. ولايترك من الشر صغيرة ….. ويستنزف نفسه فى نواقص كبيرة!!
ندعى القول بما نظنه حقيقة….. وقد حولنا الحقيقة الى خنجر نطعن به فى الظهور …. أو سكينا نذبح به من وثق فينا …. او معولا نهدم علاقات التواصل بين الاحباب….. او غشاوة تفقد الآخرين رؤيتهم …. أو غدرا نكشف به ماحرص الآخرين على ستره
وما هو الا ظنا معيبا…. هل نظن خالق هذا الكون غافلا عن سؤ أفعالنا …… ومزالق أقوالنا ؟!!!!
بل نحن العباد فى محاريب الأمراض المجتمعية التى تنهش من قيمه وتتلف من رصيده وتتوسع فى خصومته….. وما قول الحقيقة الا حفرة تحت قدم صاحبها …. قد توقعه فى مزالق خمس:
المغتاب
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}
ينطق بكلماته الصحيحة عن نواقص غائب عن الحضور….. فيأكل من لحمه ….. بما يكره عن تذوقه
النمام
ينقل موقفا صادقا أو زلة لسان أو خطأ بيان …. ليوغر صدر مستمعا غافلا …. أو مستقبلا حاسدا….. أو منافسا مغيبا….. فتحرق الحقيقة المغرضة …. فى قلب متقلب أو عقل لايتعقل أو نفس تتنفس أنفاس هماز مشاء بنميم عتل بعد ذلك زنيم
كاتم جزء من الحقيقة
نطقت الملائكة وهى التى لاتنطق الا “حقيقة” متسائلة….. فرد عليهم ربهم بما يغفل عنه الكثير سواء كان سامع غير مستمع او يتجاوز عنه جاهل أو يعرض عن دقته ماكر …. ” ماتبدون وماكنتم تكتمون”
قلب الحقائق وتشتيت الوعى
لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ
بضاعة أخرى خاسرة ….. تخرج الأقوال لتشتت العقول وتخرج الامور عن غير حقيقتها …. فتظن الحق باطلا …. وترى الباطل حقا ….. والخائن شريفا…. والشريف خائنا.
إفشاء الأسرار
المعانى والكلمات والمجالس أمانات ….. وما التربح بغير حق الا فسادا للذمة واتلافا لصحيفة الآخرة.
ألا يكفى الموت رادعا لكل من يصدم من حوله …. ويقطع صلاته …. ويشق السكون وينشر المجون …. كاشفا عن عورة فكرته …. بلا حياء او تنبه …. وبلا تروى أو تيقظ … يستصرخ شرور نفسه ….. ويستدعى شياطين انسه ….. . مدعيا أنه يقول “الحقيقة” …. ولكن الناس لا يحبون الحقيقة !!!!