كتب – محمد السيد راشد 

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت 18 يناير 2025 عن موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة. جاء ذلك بعد اجتماع استمر ست ساعات، حيث يُتوقع أن يمهد الاتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا في قطاع غزة.

ذكر مراسل بموقع أكسيوس الإخباري نقلا عن عضو في مجلس الوزراء أن 24 وزيرا صوتوا لصالح الاتفاق، في حين عارضه ثمانية وزراء.

واوضح انه من بين الرافضين ورفض وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر قائلا :” إن تل أبيب لم تحقق أهداف الحرب “.

التصعيد العسكري رغم الاتفاق

رغم الإعلان عن الاتفاق، تواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية شن غارات مكثفة على مخيم النصيرات وسط القطاع، وبلدة عبسان الكبيرة في خانيونس، و مواصي مدينة رفح في غزة. بذلك، ارتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ الإعلان عن الاتفاق يوم الأربعاء إلى 119 شخصًا.

دور الوساطة الأمريكية

أكد كبير المفاوضين الأمريكيين بريت ماكجورك أن الاتفاق يسير وفق المخطط، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار سيبدأ صباح الأحد. وأضاف أن ثلاث رهائن إناث سيتم إطلاق سراحهن وإعادتهن إلى إسرائيل في نفس اليوم عن طريق الصليب الأحمر.

دور الوساطة القطرية 

من جانبه كشف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري عن بعض تفاصيل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والمنتظر أن يبدأ تنفيذه غد الأحد.

وقال رئيس الوزراء القطري: إن الأيام الأخيرة في المفاوضات كانت حاسمة وأحدثت فرقا كبيرا، مشيرا إلى أن العمل المشترك للإدارتين الأميركيتين (الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب) كان حاسما بالتوصل إلى الاتفاق.

وأعرب -في تصريحات للجزيرة مساء أمس الجمعة عن أمله أن يطبق الاتفاق بشكل كامل وأن تنتهي المأساة، مشددا على ضرورة حشد الدعم الدولي لغزة ووضع الآليات لدعم الأسر المنكوبة.

وأضاف المسؤول القطري “نسعى لتنفيذ المرحلة الأولى بالكامل، وأن تكون المرحلة الثانية نهائية، وننتظر من مجلس الأمن إصدار قرار ملزم بتنفيذ الاتفاق”.

وكشف عن التوصل إلى بروتوكول إنساني بشأن آلية إدخال المساعدات لمنع الابتزاز، مؤكدا أن موقف قطر كوسيط “واضح بأن إدارة غزة بعد الحرب شأن فلسطيني”، مشددا على أن “واجبنا كدول عربية دعم الوفاق الفلسطيني وصولا لإنهاء الانقسام”.

وصرحت مصادر بالسلطة الفلسطينية أن :”الحكومة أتمت الاستعدادات كافة لتولي مسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن السلطة هي صاحبة الولاية القانونية والسياسية على غزة كباقي الأرض الفلسطينية المحتلة بالضفة والقدس”.

تفاصيل الصفقة

المرحلة الأولى

• مدة المرحلة: ستة أسابيع.
• الإفراج عن الرهائن: إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا من أصل 98، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين.
• إفراج إسرائيل: تحرير جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن 19 عامًا من السجون الإسرائيلية.
• عدد السجناء الفلسطينيين: أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية عن قائمة تضم 95 أسيرًا فلسطينيًا سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.

مراحل لاحقة

• سيتم إطلاق سراح أربع رهائن أخريات بعد سبعة أيام من المرحلة الأولى.
• يلي ذلك إطلاق سراح ثلاث رهائن إضافيات كل سبعة أيام.

أهمية الاتفاق

يمثل هذا الاتفاق خطوة أولى نحو تخفيف التصعيد بين الطرفين بعد أشهر طويلة من الصراع. ومع ذلك، يبقى تنفيذه تحت الاختبار، خاصة في ظل استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية حتى بعد الإعلان عن الاتفاق.