السودان

الحكومة السودانية تعلن امتلاكها وثائق تثبت وجود مرتزقة مع الدعم السريع

جنوب كردفان تختنق جوعاً تحت الحصار والقصف

كتبت :د.هيام الإبس

أعلنت الحكومة السودانية، أنها “تمتلك وثائق ومستندات تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا ومن بعض دول الجوار الأفريقى في القتال إلى جانب ميليشيا (الدعم السريع)” في الحرب الدائرة حالياً في البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها “إن حكومة السودان تود أن تلفت نظر المجتمعين الإقليمي والدولي إلى حجم التآمر الذي تتعرض له، عبر الاستهداف الذي تواجهه من قِبل ما تسمى بميليشيا الدعم السريع وقوات المرتزقة التي تقاتل في صفوفها”.

ونشر الجيش السوداني الأحد على موقع “فيسبوك” مقطع فيديو لـ”مرتزقة أجانب من دولة كولومبيا يقاتلون إلى جانب ميليشيا آل دقلو الإرهابية، لقوا حتفهم في المعارك الأخيرة” التي جرت بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب البلاد.

وأفاد الجيش بأن قواته، استولت على مركبات قتالية ومعدات وأجهزة، وما تم تسجيله من فيديوهات للمرتزقة يشهد على حجم المؤامرة على البلاد.

وأضاف البيان أن الحكومة السودانية، ظلت تشير إلى مشاركة مئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار، ومن دول خارج القارة الأفريقية في العدوان على السودان في ظاهرة تهدد السلم والأمن في الإقليم بصورة عامة، وأن مشاركة مرتزقة من الخارج تفرض واقعاً جديداً يهدد سيادة الدول، وينتهك حرماتها، ويغير من مسار الحرب لكي تصبح حرباً إرهابية عابرة للحدود تدار بالوكالة.

ونوهت الخارجية السودانية إلى أن هذا المنحى الخطير في مسار الحرب يشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليميين والدوليين، محذرة من العواقب الناتجة عنه. كما أظهرت مقاطع فيديو، نُشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يبدو أنهم أشخاص أجانب في مناطق تشبه مناطق إقليم دارفور. بدورها أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة التي تقاتل في صفوف الجيش في مدينة الفاشر إن المعركة الأخيرة كشفت مشاركة لافتة وغير مسبوقة لعناصر مرتزقة من جنسيات متعددة إلى جانب ميليشيا الدعم السريع.

وأضافت في بيان: تأكد لنا مشاركة 80 عنصراً من جمهورية كولومبيا، وآخرين من دول جنوب السودان وتشاد.

وذكرت مصادر محلية، إن قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، شنت قصفاً مدفعياً مكثفاً على مواقع عدة في مدينة كادوقلي، أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين بينهم أطفال ونساء. وأضافت أن القصف تسبب في أضرار بعدد من المنازل السكنية في الأحياء المجاورة للسوق المركزي بالمدينة.

وتعرض السوق الأسبوع الماضي إلى عمليات نهب واسعة للحبوب والمواد الغذائية الأساسية من قبل بعض المليشيات، دون أي تدخل من السلطات.

وتجدد القتال بضراوة في مناطق واسعة من ولاية جنوب كردفان خلال الأشهر الماضية بعد انضمام الحركة الشعبية إلى جانب قوات الدعم السريع، وفصائل عسكرية أخرى في تحالف السودان التأسيسي (تأسيس).

وأضحت المصادر، أن الأوضاع الإنسانية بسبب نقص الغذاء الحاد، وتدهور الحالة الأمنية في الولاية، تمضي نحو الهاوية، وتهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين جراء تصاعد الأعمال العسكرية. ودعا وزير الثقافة والإعلام السوداني، خالد الإعيسر، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الإنسانية والأخلاقية تجاه فك الحصار عن مدينة الفاشر، شمال دارفور، ودعم خطة لفتح الطرق المقطوعة نحو مدينتي كادوقلي والدلنج في جنوب كردفان.

وطالب في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، بالتعامل بحزم مع الأفعال الإجرامية المرتكبة من قبل (قوات الدعم السريع) في مدن وقرى إقليمي كردفان ودارفور، التي يدفع ثمنها الأبرياء، منتقداً ما سماه “الصمت الدولي المريب الذي يزيد من تفاقم معاناة المدنيين”.

وقال الإعيسر: إنإن ازدواجية المعايير تجاه الجرائم التي يرتكبها مرتزقة ميليشيا (الدعم السريع)، يدفع ثمنها الأطفال والنساء وكبار السن في السودان.

وأدى الحصار الخانق على حاضرة جنوب كردفان إلى خلق أزمة إنسانية كبيرة جراء النُّدرة الكبيرة في السلع الغذائية والدوائية.

وبحسب المصادر ذاتها، بدأت موجات نزوح من المدينة إلى مناطق تقع بالقرب من معقل سيطرة قوات الحركة الشعبية في مدينة كاودا في منطقة جبال النوبة.

بدوره، وجه رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية في السودان مبارك أردول، نداءً إنسانياً عاجلاً، إلى رئيس حكومة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، لاتخاذ إجراءات فورية لتسهيل الممرات الإنسانية الآمنة بالتنسيق مع المنظمات، لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية إلى المدنيين في كادوقلي والدلنج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى