الحكومة السودانية تقرر استمرار فتح معبر إدرى لمدة 3 أشهر

كتبت : د.هيام الإبس
قررت الحكومة السودانية استمرار فتح معبر “إدرى” مع دولة تشاد لمدة 3 أشهر، وذلك لتخفيف معاناة مواطنى دارفور.
وأكدت وزارة الخارجية السودانية فى بيان اليوم الإثنين، حسبما أفادت وكالة الأنباء السودانية”سونا”، التزام حكومة السودان بتيسير وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من الحرب خاصة ولايات دارفور، واستخدام كل المعابر الحدودية المتاحة لهذا الغرض.
وكان مجلس السيادة الانتقالى قد قرر فى أغسطس الماضى فتح معبر أدرى الحدودى لمدة (3) أشهر، لضمان وصول المساعدات الإنسانية، بما فى ذلك المناطق التى تعرضت لعدوان قوات” الدعم السريع” سواء فى دارفور أو غيرها من أجزاء السودان المختلفة.
ويقع معبر أدرى بين الحدود التشادية والسودانية، فى اتجاه ولاية غرب دارفور على الحدود الشرقية بين البلدين، ويربط بين مدينة أدرى التشادية وإقليم دارفور غرب السودان، يقع المعبر الحدودى فى منطقة إستراتيجية مهمة، حيث يعد أحد المعابر الثلاثة المهمة الواقعة على الحدود السودانية التشادية البالغة 1400 كيلومتر.
ويعتبر معبر أدرى الحدودي شرياناً اقتصادياً وثقافياً لمناطق دارفور الحدودية بين السودان وتشاد، ويسهّل التجارة الثنائية وحركة تنقل الأفراد بين البلدين.
ويشكّل المعبر ممراً استراتيجياً للتجارة بين السودان وتشاد، إذ تمر من خلاله الشاحنات المحملة بالمنتجات الزراعية والبضائع المصنعة والماشية، وله أهمية خاصة لدى القبائل فى المنطقتين، ويلعب المعبر دوراً فى تعزيز النمو الاقتصادى، وتوفير فرص العمل للمواطنين.
كما يتميز معبر أدرى بموقعه الجغرافى الذى يساعد فى تسهيل العمليات اللوجستية ويشكل نقاط ارتكاز للمنظمات الإنسانية الدولية، ويعد أدرى المعبر الوحيد الآمن لإيصال المساعدات الإنسانية لإقليم دارفور.
الدعم السريع أسوأ من تنظيم داعش
من جانبه،أعلن حاكم إقليم دارفور، منىِ أركو مناوى، إن قوات الدعم السريع لا تقل وحشية عن التنظيمات الإرهابية، وتفوقها فى ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية لتورطها فى حرق القرى وقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية.
واتهم حاكم إقليم دارفور منىِ أركو مناوى، قوات حميدتى بارتكاب إبادة جماعية فى عدد من المناطق من بينها معسكر زمزم فى الفاشر.
وتابع: “نحن لا نقول إن الدعم السريع ترتكب جرائم ضد الإنسانية فى الفاشر فقط، بل ارتكبت هذه الانتهاكات فى سنجة والجزيرة والخرطوم، بما فى ذلك مناطق تقع تحت سيطرتها مثل زالنجى والجنينة ونيالا”.
وتابع: “نازحو زمزم اضطروا للرحيل القسرى نحو جبل مرة، للفرار من هجمات الدعم السريع”.
ودعا مناوى المجتمع الدولى إلى التحلى باليقظة لإدانة قوات الدعم السريع وتصنيفها بالمنظمة الإرهابية، وقال إن قوات حميدتى تتغذى يومياً على الانتهاكات، مضيفاً “الدعم السريع كتلة من الجرائم والإرهاب، وإذا كانت هناك منظمات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية داعش وجماعة بوكو حرام، فإن منظومة الدعم السريع تتفوق عليهما فى الإرهاب”.
وأوضح مناوى أن قوات الدعم السريع اختطفت عدداً من المدنيين والعاملين فى المجال الإنسانى فى معسكر زمزم، مشيراً إلى أن المدنيين ليسوا بمعزل عن هجمات الدعم السريع فى الضعين ونيالا والجنينة والخرطوم والفولة.
وتابع: “إلى أين سيذهب المدنيين للفرار من هجمات الدعم السريع، فى إقليم دارفور لا توجد قوات المشتركة لحماية المدنيين، لا توجد قوات أخرى لحفظ السلام”.
ونفى مناوى منع القوات المشتركة المدنيين من مغادرة معسكر زمزم أو مدينة الفاشر، وقال إن هذا غير صحيح، موضحاً أن هناك مشكلة فى النزوح لاتساع المناطق غير الآمنة.
وأضاف: “عدد النازحين من زمزم والشقرة إلى الفاشر حتى الآن بلغ 42 ألف عائلة”.
وقال حاكم إقليم دارفور، إن الشيخ آدم حامد جار النبى، رجل الدين تلقى تهديداً بالتصفية الجسدية، كما حدث مع إمام مسجد الشهر الماضى، واعتبره تطوراً خطيراً للجرائم ضد المدنيين.