اليمنشئون عربيةفلسطين

الحوثيون يواصلون إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيل

 ميناء إيلات خارج الخدمة والتداعيات تتسع عالميًا

 

✍️ كتب: محمد السيد راشد

في خطوة تؤكد استمرار التصعيد الإقليمي رغم تراجع التوتر المباشر بين إيران وإسرائيل، أعلن زعيم جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) عبد الملك الحوثي أن إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية سيظل قائمًا، مشيرًا إلى أن ميناء إيلات الإسرائيلي لا يزال متعطلًا نتيجة للعمليات العسكرية التي تنفذها الجماعة دعمًا لقطاع غزة.

الحوثي: معركتنا البحرية لن تتوقف

وفي كلمة متلفزة بثّتها وسائل إعلام تابعة للجماعة، قال عبد الملك الحوثي:

“لا يمكن أن نسمح بمرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ومعركتنا البحرية ستتواصل حتى يتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني”.

وأكد الحوثي أن العمليات البحرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل ستستمر بلا تراجع، وأن هذه الإجراءات ليست ردًا مؤقتًا، بل استراتيجية مستمرة “حتى تُرفع الحصار عن غزة ويتوقف القصف الإسرائيلي على المدنيين”.

تداعيات مباشرة على الاقتصاد الإسرائيلي: إيلات يدفع الثمن

ويُعد ميناء إيلات أحد أهم الموانئ الإسرائيلية على البحر الأحمر، وقد تراجع نشاطه الملاحي بشكل حاد منذ انطلاق العمليات البحرية الحوثية في ديسمبر 2023. ويواجه الميناء حاليًا شللًا شبه تام، مما يؤثر سلبًا على حركة الاستيراد والتصدير الإسرائيلية.

الارتباط المباشر بين دعم غزة والتحرك البحري

تربط جماعة الحوثي بوضوح بين عملياتها البحرية وبين الحرب الإسرائيلية على غزة. إذ تؤكد أن كل تحركاتها في البحر الأحمر تتم ضمن ما تسميه “واجبًا دينيًا وأخلاقيًا تجاه الفلسطينيين”، وهو ما يضفي بعدًا سياسيًا وإنسانيًا على المعركة البحرية، بحسب تعبير قيادتها.

ماذا لو أُغلقت مضيقا هرمز وباب المندب معًا؟

مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر والخليج العربي، يطرح محللون تساؤلات مصيرية حول السيناريوهات الأسوأ، إذا ما تم إغلاق كل من مضيق هرمز وباب المندب، وهما من أهم شرايين الملاحة العالمية:

أزمة طاقة عالمية

  • أكثر من 21 مليون برميل نفط يوميًا معرضة للخطر

  • الدول الصناعية تدخل سباقًا محمومًا لإيجاد بدائل آمنة

شلل في سلاسل التوريد

  • انهيار جزئي أو كلي في خطوط التجارة بين آسيا وأوروبا وإفريقيا

  • تأخر وصول الغذاء والأدوية والإلكترونيات لملايين المستهلكين

ارتفاع كبير في الأسعار

  • قفزة في أسعار النفط والتأمين البحري

  • المستهلكون حول العالم يدفعون الفاتورة النهائية

خلفية التصعيد: الشرق الأوسط في قلب العاصفة

جاء التصعيد في أعقاب التوترات بين إيران والولايات المتحدة، وزيادة التهديدات الإسرائيلية، إلى جانب الردود الإقليمية التي جعلت البحر الأحمر والخليج العربي ساحة محتملة لانفجار أمني كبير.

احتمالات مقبلة: تدخلات وتحالفات دولية

تزداد التوقعات بتدخلات عسكرية بحرية تقودها تحالفات دولية لإعادة فتح ممرات الملاحة، وسط ضغوط متزايدة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاحتواء الأزمة.


خلاصة المشهد:
إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية من قبل الحوثيين يُعيد تشكيل المعادلات الأمنية والاقتصادية في المنطقة، ويهدد بانفجار أزمة عالمية، ما لم يتم احتواء التصعيد وفتح مسارات دبلوماسية عاجلة.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى