يحكى انه كان هناك ولايه صغيره وكان يحكم هذه الولاية حاكم ذو خبره واسعه ووقار وعظمه ولكنه كان كبير في السن وقد بلغ منه المرض مبلغه حتي احس بقرب نهايته.
وكان لهذا الحاكم ولد وحيد، شاب في العشرينات يعيش أيامه في سهو ولعب وطيش ولكن عندما احس الحاكم أنه يقضي آخر أيامه أمر حراسه باستدعاء ابنه للحضور وقال له يا بني انا اشعر اني اعيش آخر ايامي وأريد أن اوصيك وصية تحافظ عليها وتعمل بها مدي حياتك وهي أنه إن ضاقت بك الحال يوماً وكرهت العيش واصابك اليأس اذهب الي المغارة المظلمة التي تقع خلف القصر وسوف تجد فيها حبلاً مربوطاً الي السقف اشنق فيه نفسك حتي ترتاح من عذاب هذه الدنيا استمع الإبن الي كلام والده في دهشة وتعجب وبمجرد أن انتهي الحاكم من وصيته اغمض عينيه ومات .
مرت الايام وورث ولي العهد الحكم والقصور والاموال من ابيه الحاكم، ولكن سرعان ما نفذت كل امواله وثروته التي لم يحافظ عليها بل أخذ يبعثرها ويسرف ويبدد كل أمواله علي ملذات العيش وعلي رفقاء السوء الذي طالما حذره منهم والده ولكنه لم يستمع لها.
نفذت الثروة بالكامل وتغير الحال وعندها لم يجد أى من رفقاءه بجانبه الجميع تخلي عنه فقد كانوا يصاحبونه فقط لأجل المال والاستمتاع وابتعدوا عنه في عز حاجته .تملك اليأس والإحباط من الشاب ولم يجد له ملاذ ولم يعد العيش يطيب له فقد ذاق الذل والهوان بعد العز والترف فعجز عن التأقلم مع وضعه الجديد وعندها تذكر وصية والده الذي أوصاه بها قبل وفاتهفإنطلق علي الفور إلي المغارة ليشنق نفسه كما وصاه والده.
وعندما دخل المغارة وجد الحبل متدلياً من الأعلي فما كان منه إلا أن سالت من عينيه دمعة أخيرة ثم لف الحبل علي رقبته ودفع بنفسه في الهواء املاً في نهايته البائسة وبمجرد أن تدلا من الحبل انهالت عليه اوراق النقود من سقف المغارة وسمع رنين الذهب يتساقط من الأعلي بجانبة وقد سقط هو الآخر علي الأرض ووجد بجانبة ورقة كتبها له أبوه يقول فيها يا بني قد علمت الآن كم هي الدنيا مليئة بالأمل عندما تنفض الغبار عن عينيك وتدع رفقاء السوء هذا النصف الآخر من ثروتي قد خبأتها لك فعد إلي رشدك واترك الإسراف والترف ورفقاء السوء وتعلم من درسك هذه المرة .
يجب أن يكون عندك روح تدفعك إلى المضي قدما نحو تحقيق أهدافك دون أن تستسلم للصعاب فالرجال يرون في المحن منحا.