السودانشئون عربية

الخارجية الأمريكية: النزاع في السودان يهدد المنطقة.. ولا حل عسكرياً لإنهاء الحرب

الجيش السوداني يرفض اتهامات “هيومن رايتس ووتش” ويتهمها بالتحيّز

✍️ كتبت: د. هيام الإبس

شددت وزارة الخارجية الأمريكية على أن الحل العسكري لن يُنهي الحرب الدائرة في السودان، محذرة من أن النزاع المستمر يمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي، وسط أزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًا بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وأفاد بيان صحفي صادر عن الوزارة أن نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو ومستشار شؤون أفريقيا مسعد بولس عقدا اجتماعًا مع سفراء دول المجموعة الرباعية، بمشاركة سفراء كل من الإمارات والسعودية ومصر، لبحث تطورات النزاع.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، إن نائب الوزير أكد خلال الاجتماع أن الصراع المسلح في السودان لا يمكن حله عسكريًا، داعيًا إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على الأطراف المتحاربة بهدف وقف إطلاق النار، والبدء بمفاوضات تفضي إلى سلام شامل.


مصر تحلّ محل بريطانيا في الرباعية المعنية بالسودان

شهد الاجتماع تغيّرًا لافتًا في تشكيلة المجموعة الرباعية المعنية بالشأن السوداني، حيث انضمت مصر رسميًا بدلاً من بريطانيا، في مؤشر على دور إقليمي متصاعد للقاهرة في ملف الوساطة، إلى جانب واشنطن والرياض وأبوظبي.

ويرى مراقبون أن دخول مصر إلى الرباعية يُعزز فرص إيجاد مخرج سياسي للنزاع، لا سيما في ظل علاقاتها المؤثرة مع الأطراف السودانية المختلفة، واستضافتها لعدد كبير من اللاجئين السودانيين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.


ترحيب حذر من تحالف “صمود” وتأكيد على ضرورة تصعيد الضغوط

من جانبه، رحب تحالف صمود المدني الديمقراطي بنتائج اجتماع الرباعية، لكنه شدد على أن الخطوات المعلنة “تظل أولية”، وتتطلب تنسيقًا أوسع وجهودًا متصاعدة لإنهاء الحرب.

وقال المتحدث باسم التحالف، جعفر حسن، في بيان صحفي إن التركيز على حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية يمثل توجهًا صحيحًا، لكنه لن يكون كافيًا دون ضغوط دولية حقيقية على أطراف النزاع.

وأكد التحالف، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك، أن إنهاء الحرب يتطلب مسارًا سياسيًا يقود إلى سلام دائم ونظام حكم مدني ديمقراطي، مشيرًا إلى أن تحالف “صمود” يعمل بالتنسيق مع قوى الثورة الرافضة للحرب لتحقيق هذا الهدف.


الجيش السوداني يرفض اتهامات “هيومن رايتس ووتش” ويتهمها بالتحيّز

في سياق موازٍ، ردّت القوات المسلحة السودانية على تقرير أصدرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” اتهم الجيش بتنفيذ هجمات جوية عشوائية استهدفت مناطق مدنية في مدينة نيالا.

ووصف المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد الركن نبيل عبد الله، التقرير بأنه “منحاز وموجه”، ويأتي ضمن “مخطط دولي يستهدف السودان وشعبه”.

وقال في بيان رسمي إن “قوات الدعم السريع” هي من تتعمد استهداف المرافق العامة والبنية التحتية الحيوية، متسائلًا عن “صمت المنظمات الدولية تجاه الجرائم اليومية التي ترتكبها هذه الميليشيات بحق المدنيين”.


“هيومن رايتس”: قنابل عشوائية قد ترقى إلى جرائم حرب

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد نشرت تقريرًا أكدت فيه أن الجيش السوداني نفذ 5 غارات جوية يوم 3 فبراير 2025، باستخدام قنابل غير موجهة على أحياء سكنية وتجارية في مدينة نيالا، أبرزها أحياء الجمهورية والسينما وشارع الكونغو.

ونقلت المنظمة عن منظمة أطباء بلا حدود أن القصف أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة العشرات، مؤكدة أن استخدام هذا النوع من الأسلحة في مناطق مأهولة يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، وقد يشكل جريمة حرب إذا ثبت تنفيذه عمدًا أو بإهمال جسيم.


خاتمة: أزمة السودان تتفاقم.. وحلها رهين بإرادة دولية موحدة

في ظل تصاعد التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية، تبقى الأنظار معلقة على ما ستؤول إليه جهود الرباعية الموسعة. فمع تمسك كل طرف بموقفه، وتضاؤل فرص الحسم العسكري، يبرز الحل السياسي كالمخرج الوحيد الممكن، شريطة أن تُمارَس ضغوط متصاعدة ومدروسة تفضي إلى وقف فوري للقتال وإعادة السودان إلى مسار الانتقال المدني الديمقراطي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى