الخطة الترامبية..وعواقب العقوبة الإلهية

بقلم/ الدكتور عبد العزيز كامل.
لا نشك لحظة في أن الله { لَايُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ } ونؤمن بأن عدله يأبى الظلم وينتقم للمظلومين { ويُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}..
ونوقن كذلك بأن أعداء الدين.. { يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }..
ولذلك فإن ما اشتهر إعلاميا بـ (خطة ترامب للسلام) ليست إلا فصلا جديدا من المكر الكُبـَّار، أوحى به هذه المرة إبليس اللعين، لشيطان من الإنس ذي رأسين لعدوين متحالفين.. رأس صليبي من عبدة المسيح، والآخر صهيوني من أدعياء قتل المسيح..
ولهذا جاءت خطة[ الترامبياهو ] جامعة بين الكيدين، على أشنع وأبشع صنوف المكر السيئ الذي لا يحيق إلا بأهله..
هذا المكر الصهيوني المشترك بين المغضوب عليهم والضالين؛ يبدو من خلال النظر في بنوده أنه يستهدف بوضوح مفضوح إنهاء الوجود الإسلامي في الأرض المقدسة، وتصفية آخر حصن قائم مقاوم فيها ، فخطتهما دبرت في الأساس للجمع الطويل بين صنوف التفجير والتجويع والتقتيل ، تمهيدا للتنفير والتهجير، مع إشهاد مجلس أمن الأمم المتحدة (علينا) على ذاك المسلسل من الزور والفجور المهين لكل المسلمين، والمستمر منذ عامين..
ولأن خطة قارون العصر تطمح إلى جعل أرض غزة الأبية ولاية أمريكية ترفيهية (صهيوصليبية).. فهي تخطط لجعلها منفتحة على كل ملة كفرية دون هويتها الإسلامية، تمهيدا للبدء في إطلاق أخطر فصول صفقة القرن التي ابتدعها شيطان واشنطن، والتي كانت تسمى (مبادرة ترامب للسلام) ثم عُدلت إلى مايسمى (اتفاق أبراهام)..!
ما يراد هو انتداب للأمريكين على ماتبقى من أرض فلسطين، على غرار انتداب البريطانيين، حتى تتجهز للتسليم الأخير لقتلة النبيين..
والعجيب أن الانتداب الامريكي الجديد يجيئ وسط أجواء حرب عالمية ثالثة، مثل ذاك الانتداب الإنجليزي الذي جاء في أعقاب الحرب العالمية الاولى(1914-1918)
تلك الحرب التي قتل فيها نحو 8 إلى 10 ملايين جندي أوروبي، معظهم من الدول المتحاربة النصرانية، مثل فرنسا وألمانيا و روسيا والنمسا والمجر ، في حين بلغ عدد الجرحى من النصارى وقتها مابين 20 إلى 22 مليون جندي ، وهذا بخلاف المدنيين الذين قتل منهم ما بين 2 إلى 3 ملايين شخص بسبب المجاعات والأمراض والدمار الناتج عن تلك الحرب، وسبحان من قال { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (المائدة/ 14)
وكذلك كان الانتداب البريطاني قد انتهى بتسليم فلسطين لليهود في أجواء الحرب العالمية الثانية (1939-1945) التي قتل فيها من العسكريين والمدنيين الاوربيين ما يتراوح بين 35 إلى 50 مليون شخص، مع أعداد مضاعفة من الجرحى والنازحين والمهجرين..
فهل يصح القول بأن القضية المقدسية وما يقترن بها من مظالم للإسلام وللإنسانية.. تمثل صاعق التفجير للحروب العالمية..؟!
يبدو ذلك..!
خاصة وأن حملات الحروب الصليبية التاريخية ؛ كانت الروم تروم فيها السيطرة الأبدية على البلاد المقدسية تحت دعاوى تتعلق بأوهام عودة المسيح على الرأس الأولى للألفية ..!
لذلك لا يستبعد أن تتصاعد تداعيات حرب الطوفان؛ لتنال كل قوى الطغيان وتطال رموز العدوان، بعد التجاهل والخذلان المخجل لنداء القدس والأقصى واستغاثات الغزيين طوال عامين ، دون تلبية تسعي لرد العدوان ودفع الطغيان..
وإذا كانت العقوبات تبدو معالمها عالمية؛ فإنها لن تستثنى أطراف التواطؤ والخذلان العربية..
كيف لا..؟ والله تعالى يقول : { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [ الانفال/25]..
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ النَّاسَ إذا رأَوْا ظالمًا فلم يأخُذوا على يدَيْه أوشك أن يعُمَّهم اللهُ بعقابٍ)
أخرجه أبو داود (4338) والترمذي (3057) وابن ماجه (4005) وأحمد بآسناد صحيح..
فالهم سلم سلم..وأنج المستضعفين من المؤمنين، وقاتل المعتدين من الكفرة والمشركين أعداء المسلمين.