الخيانة… الطعنة التي تأتي من أقرب الناس

بقلم: عبير الحجار

الخيانة ليست لحظة ضعف، ولا “غلطة وخلصت”، بل هي كسر للثقة، كسر للقلب، وكسر للصورة التي رسمناها لمن أحببناهم.
ليست الخيانة دائمًا في الجسد، فقد تكون في كلمة، أو نظرة، أو إحساس متخفي خلف ابتسامة كاذبة.

لكن ما يوجع حقًا… أن من خان، فعلها وهو يعرف أن هناك قلبًا ينتظر، ويثق، ويُحب بصدق.

لا مبرر للخيانة

مهما كانت المشاكل، أو ضغوط الحياة، أو الروتين القاتل، هناك دائمًا ألف طريقة للإصلاح:

• بالحوار

• بالمواجهة

• أو حتى بالرحيل باحترام

لكن الخيانة؟
هي اختيار أناني، جبان، مؤذٍ.

إلى كل امرأة تعرضت للخيانة

أنتِ لستِ ناقصة، ولا “مش كفاية”، بل الخلل في من خان.
فالخيانة لا ترتبط بجمالك، ولا بعطائك، بل بضعف ضمير الطرف الآخر، ونقص نضجه، واحترامه لذاته.

وإن كنتِ ممن قررن الاستمرار رغم الخيانة، فأنتِ لستِ ضعيفة…
أنتِ امرأة تحاول أن تنقذ بيتًا، وأحلامًا، وقلبًا…
لكن حين يصل الوجع للصمت، اختاري نفسك.

الخيانة قد تدمّر… ولكنها قد تبني أيضًا

نعم، الخيانة تُكسِر، لكنها أحيانًا تبني امرأة جديدة:
أقوى، أوعى، أصدق مع نفسها.

هناك من كانت الخيانة نهايتها،
وهناك من كانت بدايتها الحقيقية.

رسائل صادقة

🔹 إلى كل امرأة:
ضعي حدودًا.
اختاري نفسك قبل كل شيء.
لا تسمحي لأحد أن يكسر قلبك باسم الحب.
فالذي يُحبك… يخاف أن يخسرك.

🔹 وإلى كل رجل:
إن أحببت… احترم.
وإن لم تستطع أن تكون مخلصًا… فارحل بأدب.
المرأة ليست مِلكًا، ولا “ضمانًا اجتماعيًا”…
هي كرامة وقلب وروح.

الآثار النفسية للخيانة الزوجية

الخيانة لا تجرح القلب فقط، بل تهز النفس، وتترك ندوبًا قد لا تُشفى أبدًا.

1. فقدان الثقة بالنفس

المرأة التي تتعرض للخيانة تبدأ بطرح أسئلة مؤلمة:
“هل أنا لست جميلة؟”
“لماذا اختار غيري؟”
وتبدأ رحلة الشك في نفسها، رغم أن المشكلة لم تكن فيها من البداية.

2. القلق والاكتئاب

الخيانة تسلب النوم، وتزرع القلق، وتحوّل كل لحظة إلى دوامة تفكير.
ومع الوقت، يتحول الألم إلى اكتئاب، وشعور بالفراغ، وفقدان الشغف بالحياة.

3. انعدام الأمان

البيت الذي كان ملاذًا… أصبح مصدر ألم.
الزوج الذي كان سندًا… أصبح الجارح.
فتنهار مشاعر الأمان حتى لو استمرت العلاقة.

4. العزلة والانطواء

كثير من النساء يختفين خلف جدران الصمت بعد الخيانة.
يشعرن بالخجل، وكأن الذنب ذنبهن، فينسحبن من الحياة… ومن أنفسهن.

5. الغضب والكبت

الوجع المكبوت يتحوّل إلى غضب داخلي:
تجاه الشريك، وتجاه الذات، وتجاه الحياة.
وغالبًا ما يظهر في شكل نوبات بكاء، أو انفجارات غير مبررة، أو حتى أمراض جسدية.

6. فقدان الثقة في العلاقات المستقبلية

الخيانة تترك أثرًا عميقًا،
يجعل من الصعب على المرأة أن تثق في أي علاقة جديدة،
فتعيش في خوف دائم من التكرار.

في الختام

الخيانة ليست مجرد “خطأ”…
إنها نقطة تحوّل في حياة من تعرض لها.

لذا، علينا أن نعترف بعمق الألم،
وندعم كل امرأة خانها من وثقت به،
لتنهض من جديد… أقوى، أجرأ، وأنضج.

فيا رب…
كل قلب موجوع يلقى السلام،
وكل خائن يواجه الحقيقة… قبل فوات الأوان.

عبير عبد السلام الحجار 

كاتبة صحفية وإعلامية