” الدارك ويب” تساهم في زيادة العنف بين الأطفال في مصر

كتبت – عزة السيد
في أكتوبر 2025، اهتزت مصر على وقع جريمة مروعة ارتكبها طفل يبلغ من العمر 13 عامًا في محافظة الإسماعيلية، حيث قتل زميله وقطع جثته مستلهمًا تفاصيل الجريمة من لعبة إلكترونية عنيفة. هذه الواقعة أعادت فتح ملف تأثير الإنترنت المظلم على سلوك الأطفال، خاصة مع تكرار حوادث مشابهة في القليوبية وشبرا الخيمة، ارتبطت بمحتوى تم تداوله عبر الدارك ويب.
ما هو الدارك ويب؟
الدارك ويب هو جزء خفي من شبكة الإنترنت لا يمكن الوصول إليه عبر محركات البحث التقليدية، ويُستخدم غالبًا لتداول محتوى غير قانوني مثل تجارة الأسلحة والمخدرات، ومؤخرًا، مقاطع فيديو لجريمة قتل أطفال بهدف بيعها لمافيا تجارة الأعضاء.
كيف يؤثر الدارك ويب على الأطفال؟
- سهولة الوصول: رغم صعوبة تتبع الدارك ويب، إلا أن الأطفال الفضوليين يمكنهم الوصول إليه عبر روابط مشفرة أو تطبيقات معينة.
- غياب الرقابة الأسرية: تشير الإحصائيات إلى أن معظم الآباء لا يتحدثون مع أطفالهم عن مخاطر الإنترنت، مما يتركهم عرضة للمحتوى العنيف.
- التأثر بالألعاب والمشاهد الدموية: بعض الأطفال يستلهمون طرق القتل من ألعاب إلكترونية أو مقاطع فيديو على الإنترنت، ويعيدون تنفيذها في الواقع.
نماذج من جرائم مرتبطة بالإنترنت المظلم
- حادثة الإسماعيلية: طفل يقتل زميله بعد مشاهدة لعبة عنيفة.
- حادثة القليوبية: طفل يصور جريمة قتل بهدف بيعها على الدارك ويب.
توصيات للحد من الظاهرة
- توعية أسرية مستمرة: ضرورة التحدث مع الأطفال عن مخاطر الإنترنت، ومراقبة المحتوى الذي يتصفحونه.
- تشديد الرقابة الإلكترونية: فرض قيود على التطبيقات والألعاب التي تحتوي على محتوى دموي.
- دور الدولة: إطلاق حملات توعية، وتفعيل قوانين تحظر تداول المحتوى العنيف للأطفال.
خاتمة
الدارك ويب لم يعد مجرد فضاء رقمي مظلم، بل أصبح مصدرًا حقيقيًا لتهديد أمن الأطفال وسلامة المجتمع. جريمة الإسماعيلية يجب أن تكون نقطة تحول في التعامل مع هذه الظاهرة، عبر تضافر جهود الأسرة، والمدرسة، والدولة.



