
كتبت: د. هيام الإبس
تسعى الدراما السودانية في رمضان 2025 إلى توحيد السودانيين في مناطق النزوح واللجوء عبر تقديم أعمال تعكس الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد، بعد أن أضحت الحرب هي العنوان الأبرز منذ اندلاعها في 15 أبريل 2023، والتي خلفت إحدى أكبر الأزمات الإنسانية عالميًا وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
تأثير الحرب على الدراما السودانية
أدت الحرب إلى وقف التطور والانفتاح الذي شهدته الدراما السودانية بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، حيث تم إنتاج العديد من الأفلام والمسلسلات التي حصدت جوائز عالمية، مثل ستموت في العشرين ووداعًا جوليا وجوابات. لكن مع تصاعد الأحداث، تراجع الإنتاج الفني، وحاول الدراميون رغم الظروف القاسية تقديم محتوى يُعبر عن معاناة الشعب السوداني.
أبرز الأعمال الدرامية في رمضان 2025
1. مسلسل “دروب العودة”
- إنتاج: د. جلال حامد
- بطولة: موسى الأمير، عوض شكسبير، الكندي الأمين
- يتناول المسلسل قضية الهجرة غير الشرعية والمخاطر التي يتعرض لها الشباب السوداني في سعيهم للوصول إلى الغرب.
2. مسلسل “أقنعة الموت”
- إخراج: أبو بكر الشيخ
- يناقش المسلسل تداعيات الحرب من قتل ونزوح، مسلطًا الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في ظل الصراع الدائر.
3. مسلسل “ديالا”
- بطولة: أحمد الجقر
- يتناول قضايا اجتماعية وأسرية مع التركيز على التحديات التي تواجه العلاقات الزوجية في المجتمع السوداني بأسلوب يجمع بين الدراما والكوميديا.
4. مسلسل “هروب قسري”
- بطولة: مصعب عمر “زول سقيل”
- يعكس المسلسل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية داخل السودان، مقدّمًا صورة درامية مؤثرة عن معاناة الشعب.
5. مسلسل “صدمة حرب”
- يسلط الضوء على تأثير الحرب على المجتمع السوداني من خلال قصص مأساوية تعكس الواقع اليومي للنازحين واللاجئين.
تحديات الإنتاج الفني وسط الحرب
رغم ضعف الإمكانات الإنتاجية، يرى بعض النقاد أن مجرد وجود أعمال درامية في هذه الظروف هو إنجاز يُحسب لصناع الفن السوداني. ويؤكد د. طارق علي، عميد كلية الدراما بجامعة النيل، أن الإنتاج الدرامي خلال الأزمات يمثل تحديًا كبيرًا، لكنه يظل ضرورة للتعبير عن الواقع والتأثير على المجتمع.
دور الدراما في الوعي المجتمعي
تشير الممثلة تهاني الباشا إلى أن المسرح والدراما يلعبان دورًا مهمًا في أوقات الحرب، حيث تسهم في توعية الجمهور بمخاطر النزاع وتداعياته الاجتماعية. وأكد المخرج ربيع يوسف أن هناك أعمالًا مسرحية أُنتجت داخل معسكرات النزوح لتعكس معاناة اللاجئين.
النقد والتحديات المستقبلية
يرى بعض النقاد أن بعض الأعمال الدرامية انحازت إلى توجهات سياسية معينة، مما أثر على شعبيتها. كما أشارت الصحفية والناقدة خديجة عائد إلى أن الإنتاج الدرامي يحتاج إلى مزيد من التطوير والتجويد للوصول إلى مستوى ينافس الأعمال العربية والعالمية.
مستقبل الدراما السودانية
مع استمرار الحرب والتحديات الاقتصادية، يبقى الأمل في أن تتطور الدراما السودانية وتقدم محتوى أكثر تنوعًا يعكس القضايا المجتمعية بعمق وإبداع، خاصة مع التحسن المتوقع في الإمكانات الإنتاجية خلال السنوات القادمة.