الصراط المستقيم

الدعاء للكافر

كتب/قاسم اكحيلات.

الدعاء للكافر على نوعين :

  • النوع الأول : الدعاء بأمور الدنيا، كالدعاء له بالشفاء ونحوه.. وهذا لا يخلو من حالين :

أ – أن يكون محاربا، فهذا لا يحل الدعاء له ‍بأمور الدنيا، لا إشكال في هذا.

ب – أن لا يكون محاربا، فلا حرج من الدعاء له ‍بالشفاء ونحوه، وذلك تأليفا لقلبه عسى أن يكون سببا في دخوله الإسلام. ودليل هذا رقية الصحابة لذلك الرجل الكافر كما عند (البخاري.2276.مسلم.2201).
وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه أنه :”مر برجل هيأته هيأة مسلم فسلم فرد عليه وعليك ورحمة الله وبركاته. فقال له الغلام: إنه نصراني. فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال: إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك وولدك”.(حسن رواه في الأدب المفرد.1112).
قال النووي:”اعلم أنه لا يجوز أن يدعى له بالمغفرة وما أشبهها مما لا يقال للكفار، لكن يجوز أن يدعى بالهداية وصحة البدن والعافية وشبه ذلك”.(الأذكار.ص:317).

  • النوع الثاني : الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وهذا أيضا لا يخلو من حالين :

الأولى : أن يكون حيا، فيجوز الدعاء له بالرحمة والمغفرة بمنعى التوفيق لها، كما قال إبراهيم عليه السلام :{ رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم }. أي إن تغفر له وترحمه، بأن توفقه للرجوع من الشرك إلى التوحيد، ومن المعصية إلى الطاعة، فهو يرجو الرحمة لمن عصاه ابتداء ألا يستمر على عصيانه فهو يرجو التوبة ولا يقدر البقاء على الشرك حتى يكون العذاب الأليم.

الثانية : الدعاء للميت، فهذا لا يحل إجماعا لا بمغفرة ولا برحمة، ، قال ربنا :{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}.

وقد حاول بعضهم التفريق بين الرحمة والمغفرة، مع أن ربنا قال:{ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره}. والصلاة جامعة لكل معاني الدعاء. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال :”كان اليهود يتعاطسون عند النبي ﷺ يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله ، فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم”.(صحيح رواه الترمذي.2739).

وقد علمنا يقينا أن من مات على الكفر يعذبه الله ولا يخفف عنه حتى، {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون}. فالدعاء له بالرحمة لغو.

أما قول عيسى عليه السلام:{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}. فهذا لا يقتضي وقوعه، كما قال:{إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}. وهذا قطعا ممتنع.

هذه حقيقة الإسلام أيها المسلم أن كنت لا تعرفه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.