الدعم السريع تستهدف مناطق يسيطرعليها الجيش فى الخرطوم والولاية الشمالية

تصعيد خطير لحرب المسيّرات فى السودان ومقتل 7 أشخاص
كتبت : د.هيام الإبس
فى تطور عسكرى لافت، وسعت “قوات الدعم السريع” نطاق استخدامها لـ”المسيّرات القتالية”، باستهداف مناطق جديدة ضمن نطاق سيطرة الجيش، شملت الولاية الشمالية والخرطوم وجنوب كردفان.
وشنت مسيّرات انتحارية هجمات متزامنة على مقرات عسكرية فى مناطق سيطرة الجيش، أسفرت عن سقوط أكثر من 7 قتلى وعدد من الجرحى فى كل من “عد بابكر” شرق الخرطوم، ومدينة “الدبة” بالولاية الشمالية، وكادقلى بجنوب كردفان، وأصابت المسيّرات التى استهدفت مدينة الدبة، مقر كلية الهندسة، وهو موقع تتمركز فيه القوة المشتركة، وأسفر الهجوم الذى وقع فى وقت مبكر من صباح الثلاثاء، عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وإصابة عدد من المدنيين، بينما استهدفت مسيّرات أخرى مواقع داخل المدينة نفسها.
وقالت لجنة أمن الولايات على موقعها فى “فيسبوك”، إن الميليشيا الإرهابية، استهدفت بمسيّرة استراتيجية مدينة الدبة، وقتلت 5 أشخاص، وأصابت عدداً من الجرحى بكلية الهندسة.
وعدّ رئيس اللجنة الأمنية لمحلية الدبة محمد صابر كشكش، الهجمات استهدافاً لأعيان المدنية وجرائم إرهابية، وقال: “هذه الجرائم الإرهابية لن تثنينا عن دعم القوات المسلحة، بل تزيدنا قوة وإصراراً لاقتلاع هذه الميليشيات التى تروع وتستهدف المدنيين”.
وفى اليوم نفسه، استهدفت مسيّرات انتحارية منطقة “عد بابكر” بمنطقة شرق النيل بولاية الخرطوم، وهى منطقة تتركز فيها وحدات من قوات “درع السودان”، وأصابت إحداها طبيباً أدت لمقتله ونجله، وإصابة عدد من أفراد أسرته.
ووفقاً لشهود عيان فإن مسيّرة أخرى استهدفت منزل القيادى فى قوات درع السودان”الرشيد عثمان”، ولم ترد معلومات عن الأضرار التى ألحقتها بالمنزل، وما إن كان “الرشيد” موجوداً بالمنزل أثناء الهجوم.
مخاوف من نزوح جديد
وقال أحد السكان فى منصة “فيسبوك” تعليقاً على الحادث: سمعنا دوى الانفجارات مع أذان الفجر، وبعدها خيم الصمت والخوف، وأضاف: يبدو أننا سننزح من جديد، وتناقل مؤيدو قوات الدعم السريع على منصات التواصل الاجتماعى،
أن هجمات المسيّرات التى استهدفت منطقة عد بابكر، كانت تستهدف قائد “قوات درع السودان أبو عاقلة كيكل” الذى نجا بأعجوبة، بحسب قولهم.
فى الأثناء، نقلت فضائية “الشرق” عن مصدر بـ”قوات الدعم السريع”، أن مسيّرة شرق النيل، كانت تستهدف مكاناً محتملاً، لوجود قائد الدرع أبو عاقلة كيكل، وأنه نجا من الاستهداف.
وانشق أبو عاقلة كيكل عن قوات الدعم السريع فى أكتوبر2024 ،
وانضم بقواته “درع السودان” إلى الجيش، وخاض معه معارك استرداد ولايات الجزيرة والخرطوم وسنار.
وتشارك قواته الآن فى القتال ضد الدعم السريع فى كردفان.
وفى ولاية جنوب كردفان، شهدت مدينة “أبو جبيهة” أول هجوم جوى منذ اندلاع الحرب، وبحسب الشهود، استهدفت مسيّرات الدعم السريع مقراً تابعاً للقوة المشتركة داخل جامعة شرق كردفان ليومين متتاليين (الاثنين والثلاثاء)، أدى لمقتل شخصين على الأقل، فى تطور غير مسبوق للعمليات الجوية لـ”قوات الدعم السريع”.
تصعيد فى عطبرة
وسبق هذا التصعيد الخطير، حادث دموة هز مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال البلاد، أدى لمقتل 4 مواطنين داخل المستشفى التعليمى بالمدينة، إثر إطلاق نار من قبل مسلحين مساء 12 أكتوبر.
وتضاربت الروايات بشأن الحادثة، فبينما وجهت تنسيقية لجان المقاومة بالمدينة، الاتهامات للقوات المشتركة، مشيرةً فى بيان، إلى ما أسمته “استباحة المرافق الصحية”، ودعت لإخلاء المدن من السلاح والمسلحين – ورغم نفى القوة المشتركة فى بيانات رسمية ضلوع أفرادها فى الحادث – لكنها أعادت للأذهان خطورة تعدد الجيوش، حيث تنتشر فى المدينة قوات الجيش، والقوة المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح “العدل والمساواة، تحرير السودان” وغيرها من القوات الأمنية والمستنفرة.
ولم تصدر أية معلومات رسمية عن طرفى الحرب حول هجوم المسيرات، وتضاربت المعلومات بين أنصارهما، فبينما يتمسك أنصار الجيش بأن العمليات استهدفت مدنيين وأعيان مدنية، يؤكد أنصار الدعم السريع أن العمليات نفذت بدقة، وأصابت أهدافا عسكرية.
واستخدم الطرفان الطائرات المسيرة فى العمليات القتالية، وكان الجيش فى الأيام الأولى يستخدم مسيرات صينية انتحارية، بينما يستخدم الدعم السريع طائرات تجارية معدلة.
لكن تطوراً لافتاً حدث فى حرب المسيرات، بحصول الطرفين على مسيرات متطورة، فالجيش حصل أخيراً على مسيرات “بيرقدار” تركية الصنع، واستخدمها فى معاركة ضد الدعم السريع، بينما حصل الدعم السريع على مسيرات متطورة هو الآخر من طراز (CH-95) صينية الصنع.