الدكتور سعد كامل يرصد صور الفساد والإفساد في الأرض كما وردت في القرآن الكريم

ينشر الدكتور سعد كامل الباحث في علم الجيولوجيا سلسلة مقالات قيمة حول مفهوم الكون الكبير وينفرد موقع وجريدة ( وضوح الاخباري) بنشرها. وتتميز الحلقات باحتوائها على معلومات قيمة والأهم انها تربط بين رؤية العلم الشرعي والعلم الطبيعي باسلوب سلس ومبسط يستفيد منه القارئ العادي والمتخصص .

وقد رصد د. سعد في الحلقة (31) باسلوبه العلمي السلسل صورة من الفساد والفساد في الارض كما وردت في القرأن الكريم ، وجاءت كالتالي :

-أسوأ صور الإفساد في الأرض هي: الكفر والشرك والعمل بالمعاصي، كما جاء في قوله تعالى من سورة البقرة: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12))، وقد ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره مؤكدا على أن صلاح الأرض والسماء بالطاعة.

-والفسق من الإفساد في الأرض كما جاء في قوله تعالى من سورة البقرة: (…وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)).

-والحرابة من الإفساد في الأرض كما جاء في قوله تعالى من سورة المائدة: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)).

-والسرقة كذلك كما جاء في سورة يوسف: (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73))، والتكبر أيضا من الإفساد في الأرض كما جاء في سورة القصص ضمن ذكر قصة قارون: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)).

-والتجبر والطغيان في الأرض أيضا من الإفساد كما جاء في سورة الإسراء: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)).

-وتتعدد الأمثلة من إفساد الأمم السابقة كما يرويها القرآن الكريم مثل إفساد ثمود قوم صالح عليه السلام ضمن قوله تعالى من سورة النمل: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)) وكان من إفسادهم قتل الناقة ومحاولة قتل نبي الله صالحا عليه السلام، وكذلك إفساد مدين قوم شعيب عليه السلام الذي ورد في سورة الأعراف: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)) وكان من إفسادهم خسران الميزان وظلم الناس.

-ويتجلى العدل الإلهي في أن الله تعالى لا يساوي بين المفسدين والمصلحين، فللمصلحين عند ربهم جنات النعيم، أما المفسدين فلهم عذاب الجحيم كما جاء في قوله تعالى من سورة ص: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)).

-ومن المضحكات المبكيات أن المفسدين في الأرض ينظرون إلى المصلحين على أنهم هم من يسعون في الأرض فسادا، كما جاء على لسان فرعون عند قيامه بشيطنة نبي الله موسى عليه السلام، وذلك ضمن قوله تعالى من سورة غافر: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)).

بقلم: د.سعد كامل

أستاذ مشارك في الجيولوجيا – الإسكندرية – مصر

saadkma2005@yahoo.com

Exit mobile version