أراء وقراءاتالمجتمعمصر

الدكتور عبد الباقي ابو زيد يكتب عن: الدافعية المهنية للمعلم.. كيف يحافظ عليها؟

الدكتور عبد الباقي ابو زيد يكتب عن: الدافعية المهنية للمعلم.. كيف يحافظ عليها؟ 4

إن مهنة التدريس موجودة منذ القدم، وستظل الحاجة إليها قائمة طالما أن هناك قديم وحديث، كبير وصغير، أفراد أكثر خبرة وآخرون أقل خبرة يحتاجون إلى تعليم وتوجيه وإرشاد، ويكفيك فخراً أخي المعلم أختي المعلمة أن التدريس مهنة الأنبياء والرسل.

وعندما يريد الفرد البحث عن عوامل ضعف المجتمع المتعلقة بالتربية والتعليم يجد أن البحوث والتقارير والمقالات والبيانات تشير إلى أن هناك عوامل كثيرة لهذا الضعف منها: بيروقراطية التعليم، قلة الاحتراف، الموارد غير الملائمة، والأعداد الغفيرة من المتعلمين، والمعلمين غير المؤهلين، المنعزلين ممن يفتقرون إلى الدافعية لمهنة التدريس ويزاولونها لمدة طويلة.

 

الدافعية المهنية: مفهومها وأهميتها:

 

الدافعية المهنية ببساطة شديدة يمكن تعريفها بأنها: الطاقة والحماس اللتان تمتلكان الفرد في محيط مهنة ما. ومن المعروف أنه من الصعب تخيل بقاء أي مهنة بدون أعضاء لديهم دافعية عالية ورغبة شديدة في العمل من أجل هذه المهنة. فإذا كان هذا ينطبق على أي مهنة، فما بالنا بمهنة التدريس التي يصفها البعض بأنها “أم المهن”. فتحديات المستقبل المتعددة والمتطورة، وخاصة في مجال التربية والتعليم تتطلب مستويات عالية من الدافعية المهنية لدى المعلمين.

 

وهنا نتساءل: لماذا يفتقر بعض المعلمين إلى الدافعية المهنية؟ لماذا نجد أن كثيرا من المعلمين المبتدئين دافعيتهم لمهنة التدريس في بداية حياتهم العلمية مرتفعة جداً؟ ولماذا تتغير هذه الصورة تماماً وبالتدريج خلال خمس أو عشر سنوات لاحقة؟ ماذا يحدث للطاقة والحماس لدى المعلم؟ كيف يتحول العالم المثالي إلى واقع انهزامي بهذه السرعة؟ لماذا يتحول المعلم الذي كان يوماً ما كتلة من النشاط والحيوية والحماس إلى معلم يكتفي بالجلوس خلف مكتبه يقدم القليل القليل لطلابه؟ ولماذا تقل توقعاته ويقبل الفشل كحل دائم؟ ويصبح تقديم قشور المنهج هي غاية الأمل لديه؟ وفي أي نقطة تتنازل الإيجابية والتفاؤلية عن مكانيهما ليحل بدلاً منهما الإحباط واليأس وقلة الحيلة الذين يصيبون المعلمين بالتدريج؟

 

وللإجابة عن هذه التساؤلات نجد أنه بالإضافة إلى عوامل الضعف المتعلقة بالتربية والتعليم سالفة الذكر، أن التعليم مليء بالعوائق التي تعصف بدافعية المعلم، منها على سبيل المثال لا الحصر: قلة احترام الناس، شكوى المعلمين من كثرة الأعمال الملقاة على عاتقهم، ضيق الوقت، تذبذب القرارات والتعليمات، المتعلمين المشاغبين، التغير السريع، المدراء الخائفين من التغيير، العزلة والإحباط….الخ.

 

والمعلم الناجح هو الذي يعمل باستمرار على زيادة دافعيته لمهنته. ولكن كيف يتم ذلك؟ هذا ما ستتناوله هذه المقالة.

 

لذا أدعو إخواني المعلمين وأخواتي المعلمات وكل من له علاقة بتربية وتعليم أجيال المستقبل لقراءتها ومحاولة الاستفادة مما تقدمه من النصائح التي يمكن من خلالها المحافظة على الدافعية المهنية.

 

وقبل تقديم هذه النصائح أرجو منك أن تجيب بكل صدق مع نفسك عن التساؤلات التالية:

 

(1) هل من العدل أن تطلب من طلابك أن يكونوا منتبهين وشغوفين لو لم تكن أنت نموذجاً لذلك؟

 

(2) هل من الصحيح أن تتوقع انتباه طلابك للتفاصيل أو بذل مجهود إضافي لو أظهرت أنت أقل من ذلك؟

 

(3) هل ستحث طلابك حقاً على أن “يفتخروا” بعملهم لو لم تكن أنت فخورا بما تفعله؟

كيف تحافظ على دافعيتك المهنية؟ أو كيف تحتفظ بدافعيتك المهنية؟ ( يتم اختيار أحد العنوانين)

 

يعتمد مستقبل التعليم على العديد من الجوانب، ولكن بالتأكيد واحداً من هذه الجوانب هو الدافعية المهنية، ومستواها لدى المعلمين. وبناء على العديد من اللقاءات مع مجموعة من المعلمين، ومراجعة الأدبيات والبحوث والدراسات نقدم النصائح التالية لزيادة الدافعية المهنية:

 

أولاً: تعرف مواهبك وشارك الآخرين فيها.

 

ففي وسط المنهج الجاف، البيروقراطية والأوامر الإدارية الكثيرة، ومشاكل التدريس المتعددة عادة ما يتجاهل المعلمون مشاركة مواهبهم الشخصية والمهنية. فكثيراً ما نبدأ بإتمام المهام الموكلة إلينا ونتجاهل أي شيء خارج هذا الإطار. كم نحزن عندما نسترجع المواهب الفريدة التي أهدرناها؟ لذا يجب عليك أن تفكر في أحسن ما يمكنك عمله. ما هي مواهبك الخاصة التي تستحضرها لمهنة التدريس؟ هل أنت مستمع متفاعل أو نشط ترحب بتجربة أي شيء جديد؟ فكر في الأشياء التي تجيد فعلها وشارك مواهبك مع الجميع. لو كنت تجيد الشعر أو إلقائه مثلاً: شارك طلابك وزملاءك في موهبتك. لو كنت خفيف الظل أو مستشاراً ناصحاً أميناً: اجعل ذلك في إطار عملك اليومي داخل الفصل وخارجه. استرجع في ذهنك آخر مرة قيل لك فيها مجاملة عن عمل متميز قمت به، وفي المرة التي تشعر فيها بالرضا عن واحدة من مواهبك المميزة حاول أن تجد طريقة لقول ذلك للآخرين. مثل هذا التغير الإيجابي سيضيف لدافعيتك ولدافعية الآخرين.

 

ثانياً: أبرز الجانب الإيجابي في مهنتك:

 

أحياناً وفي خضم زحمة العمل التدريسي والعوائق المتزايدة يفقد المعلمون النظرة للجانب الإيجابي في المهنة. ففي بعض الأحيان يقول البعض من الأسهل أن تنضم إلى مجموعة من أصحاب الأخبار غير السارة من أن تدخل إلى حجرة معلم وعلى وجهك ابتسامة وبداخلك قدر كبير من الحماس. بالرغم من وجود مشكلات حقيقية وبالرغم من ندرة حلولها، فإن الاتجاه السلبي ليس أحد الحلول. هناك بديل غير مكلف للجو المدرسي المحبب، وهو ببساطة النظرة الإيجابية للأمور. فاسأل نفسك متى كانت آخر مرة شاركت فيها زملاءك في شيء خاص بكم قمتم بعمله في الفصل؟ تخيل الجو السائد في حجرة المعلمين لو قضى معظمنا الوقت في مناقشة ما نشعر بالرضا تجاهه بدلاً من مناقشة مالا نستطيع تغييره. تصريحك المباشر عما تجيد عمله وكيفية نجاحه في فصلك قد يتيح للآخرين فرص الثقة بأنفسهم لمناقشة أشياء من هذا القبيل. ابحث عن الأشياء الصحيحة خير لك من أن تبحث عما هو خطأ. ماذا لو ركزنا على الأخبار الجيدة ونشرناها بيننا؟

ونود هنا أن نشير إلى تجربة مجموعة من معلمي إحدى المدارس حيث صمموا على إجراء تغيير في حجرة المعلمين. فماذا فعلوا؟ ببساطة قاموا بعمل ملف أطلقوا عليه “ملف اللعب” ووضعوه بجانب آلة التصوير في حجرة المعلمين وجمعوا من كل مدرس فكرة عظيمة وجميلة ونظموا هذه الأفكار (رحلات، ألعاب، نشاطات جماعية…….الخ) مثل هذا النظام الفريد من المشاركة في المكان فإن الإطلاع على الأفكار الجيدة أصبح السبب الأساسي لدخول حجرة المعلمين. ولك أن تتخيل التغير الإيجابي للمناخ السائد في هذه الحجرة.

 

ثالثاً: ادع إلى التفاعل:

 

عندما تم سؤال الكثيرين عن أسباب اختيارهم لمهنة التدريس، صرحوا بحقيقة حبهم للعمل من الآخرين ورغبتهم في اختيار مهنة بها أفراد محترفين. مع ذلك، فمن السهل جداً أن تفصل نفسك تماماً عن الطلاب كما هو ملاحظ في الفصل الدراسي التقليدي. فنرى فيها أن الطلاب يجلسون على مقاعدهم والمعلم يصحح الأوراق ومتجه إلى الأشياء الأخرى التي لا يوجد فيها تفاعل بينه وبين طلابه. كذلك يمكن للمكتب والكمبيوتر وغيرهما أن يعملوا كعوائق وحواجز مادية بين المعلم والطالب. لذلك عليك أن تتذكر الفكرة القديمة القائلة “اترك المقعد …. تحرك على قدميك” هي الخطوة الأولى تجاه التفاعل الإيجابي.

 

وكذلك مما يقلل تفاعل الطالب مع المعلم الأسئلة التقليدية التي تؤكد على المستويات الدنيا من التفكير، فحالة الصمت التي تتبع هذه الأسئلة يمكن إزالتها عن طريق طرح أسئلة تتعلق بالمستويات العليا من التفكير. وحاول أن تجرب ما يلي: اطلب من طلابك كتابة فكرة واحدة يذكرونها بالأمس، اسأل أسئلة المقال دائماً: من، ماذا، متى، أين وخاصة لماذا؟ حاول أن تقول ما رأيك؟ ارسم أمامك علامة استفهام كبيرة في كل وقت لتذكرك بأن تطرح الأسئلة بدلاً من أن تشرح طوال الوقت ولتؤكد على الأهمية الحقيقية لأن تسمع أكثر من أن تلقي دروسك. فعندما يقل إلقاؤك للمحاضرات سيتاح للطلاب خبرة أكبر وستعرف اهتماماتهم، شخصياتهم، اتجاهاتهم، وطاقاتهم. اخرج من وراء مقعدك أو مكتبك، وتحرك بين الصفوف والمقاعد، حتى يشعر الطلاب أنك واحد منهم…. هذا الاتصال مهم جداً لدافعيتك المهنية.

 

رابعاً: تذكر شبابك واجعل التعلم مناسباً لطلابك:

 

لا شي يحطم دافعية المعلم ورغبته في العطاء أكثر من لا مبالاة وقلة اهتمام الطلاب فللأسف الكثير من الكتب المدرسية والمواد التعليمية التقليدية لا تثير اهتمام الطلاب، نحن الذين يجب علينا أن نفعل ذلك. وتذكر ماذا كنت تفعل عندما كنت في سن السادسة عشر. وتذكر دائماً أن القاعدة الأولى للاتصال الجيد هي: “معرفة جمهورك”. فتعرف على طلابك وقدم لهم ما يناسبهم وأعطهم الفرصة ليقرروا كيف يجعلون المنهج مثيراً بالنسبة لهم. وستدهش من قدرتهم على الأداء عندما توكل إليهم مسئولية معينه. فإن صحوة اهتمام الطلاب هذه يمكن أن تكون مثيراً حقيقياً لدافعية المعلم المهنية.

 

خامساً: قم بتصحيح أقل وأعط تغذية راجعة أكثر:

 

أن تغيير طرق تقييمك لطلابك له الأولوية في زيادة مستوى دافعيتك بصورة ملحوظة. إذاً فما الذي ستخسره لو جربت أن:

 

– تستخدم أساليب التقويم الحديثة كملفات الأعمال أو ما يسمى بالحقائب التقويمية بدلاً من الأساليب التقليدية للتقويم.

 

– تراجع أداء طلابك وتزودهم بالتغذية الراجعة خلال الحصة نفسها.

 

– تقلل ما أمكن من عبء التصحيح.

 

 

سادساً: احتفل بالنجاح:

 

أتذكر تلك النصيحة التي أعطيت لك كمدرس جديد “لن تستطيع أن تكون صديقهم” “ولا تبتسم حتى إجازة المنتصف” مثل هذه النصائح تقلل بشدة من احتمالات زيادة دافعيتك المهنية. لذا يجب عليك أن تتخلص من مثل هذه النصائح التي لن تجني من ورائها سوى عدم التوفيق في مهنة التدريس، واعلم أنه من السهل أن تجد شيئا تحتفل من أجله إذا أردت أنت ذلك، وأن كلاً من الطاقة والحماس يمكن أن يعكسا قوة دافعة متزايدة فنحن جميعاً نعرف أن الحماس معدٍ. وعليك أن تحتفل مع طلابك ببعض الإنجازات مثل:

 

– حضور الفصل كله دون تغيب أحد

– كل طالب أنجز واجبه اليومي في الميعاد المحدد

– كل طالب أحضر كتابه

– عيد ميلاد أحد الطلاب

– ذكرى التحاقك بمهنة التدريس

 

 

سابعاً: شجع الاختلاف وخطط لشيء مرح:

 

إن التمتع بروح الدعابة قد يكون أحد أعظم هبات الله سبحانه وتعالى للإنسان. حقاً إن إعطاء عنصر من المرح للتحديات المستمرة التي تواجه المعلم اليوم شيء أساسي للإبقاء على الدافعية المهنية. فالمناخ المريح في الفصل المدرسي يصبح أداة تسويقية قوية مؤثرة. فالطلاب السعداء سينشرون الأخبار الجيدة. ويمكنك أن تستفيد من هذه النصائح في هذه المجال:

 

  • احتفظ بمرآة في الفصل حتى تستطيع أن ترى الفرق الإيجابي الذي تحدثه الابتسامة خاصة لو كانت على وجهك.
  • قم بإدخال بعض الألعاب المشهورة في دروسك بين الحين والأخر.
  • قم بعمل بعض المنافسات الودية داخل الفصل أو خارجه.
  • استغل استخدام المسرحيات والوسائل المسرحية الأخرى للتعليم.
  • اعرض الكاريكاتير عليهم والتعليقات الكوميدية المفضلة يوماً وخصص وقتاً للنقاش.
  • ادع الطلاب لكتابة تعليقات على الرسوم المضحكة ورسوم الكاريكاتير.
  • شجع الطلاب على زيادة روح الدعابة والمرح لديهم بالكتابة عن اللحظات المحرجة، وجمع مجموعة من النكات الهادفة، حل اللغز في نهاية الحصة.
  • ابتهج وكن مستعداً لأن تضحك.
  • استخدم لغة الجسد وتعبيرات الوجه.

 

ثامناً: قم بعمل ملف لدافعيتك

 

ابدأ من الآن في عمل ملف لدافعيتك، ملف جميل ملون مبهج بالرسوم والصور أو بمجموعة من أشيائك المفضلة. دون على الأقل عشرة من مواهبك في ورقة وضعها بعناية في ملف دافعيتك. ما ستقرر الاحتفاظ به في ملفك يعتمد على ما يشعرك بالرضا تجاه نفسك وتجاه مهنتك. ويمكن أن يحتوى ملف دافعيتك ما يلي:

 

أوراق وكروت شكر من بعض طلابك الذين تعتز بهم، وأولياء أمور وزملاء.

عبارات ومقولات مشجعة وملهمة.

صور تمثل ما تحبه في عملك.

قائمة بأسماء وصور الطلاب الذين تعتز بهم.

واجب منزلي تم تسليمه لك مؤخراً أو ورقة من طالب ظننت أنه لن ينجح أبداً.

إجابات الطلاب عن أكثر ما أحبوه في هذا الفصل.

قائمة بالفائزين في مسابقات محلية، أو على مستوي المحافظة أو الدولة.

كروت التقارير وأوراق تقييمية أخرى.

ابق على ملف دافعيتك بالقرب منك ففي المرة القادمة التي تكتشف فيها أن العوائق التي تواجهك تقل ستجد عند أطراف أصابعك الخطوات التي تحتاجها. واعلم أن الدافعية المهنية هامة جداً لمستقبلنا فاستخدمها قبل أن تضيع منك عبر رحلة عملك.

 

تاسعاً: نصائح أخرى:

 

  1. ابدأ كل يوم بسؤال الطلاب: ما الذي تشعر بالرضا تجاهه؟
  2. اتخذ مكانك في مؤخرة الحجرة يوما واحدا في الأسبوع أو انقل مكتبك هناك.
  3. اترك الطلاب يعملون أكثر بينما تعمل أنت أقل.
  4. شارك الأخبار الجيدة مع تلاميذك وأولياء الأمور بشكل منتظم.
  5. قم بتحية طالب لم تقابله من قبل مطلقاً.
  6. قم بتحية كل طالب شخصياً على حدة في أثناء دخولهم فصلك قل لهم إنك سعيد برؤيتهم.
  7. لا تتحدث إلا بعد أن ينصت الجميع.
  8. اسمح للطلاب بوضع قواعد الفصل.
  9. قم بحصر البرامج التلفزيونية والمحطات الإذاعية المفضلة للطلاب.
  10. شارك تلاميذك في أكثر اللحظات التي مررت بها إحراجاً.
  11. بكل طريقة ممكنة قل لهم مباشرة أنك لا تعرف كل شيء .
  12. أخبر أحد زملائك عن أروع أو أجمل ما حدث اليوم – ولماذا حدث؟
  13. أعلن عن الإنجازات.
  14. اقرأ الجزء الكوميدي في الأخبار واستخدمه في الفصل كلما كان ذلك ممكناً.
  15. علق تحضير أحد دروسك المتميزة في غرفة المعلمين حتى يرى كل واحد الأشياء المثيرة التي خططتها لطلابك.
  16. أخبر الجميع بأفكارك الجيدة وشجعهم على اقتباسها.
  17. احضر بعض الدروس لمعلمين آخرين.
  18. أدع زملاءك ورؤساءك لفصلك واعرض عليهم ما الذي تفعله لطلابك.
  19. تناول طعامك مع مجموعة مختلفة من المعلمين، يفضل من قسم آخر، مرة في الشهر.
  20. تناول طعامك مع الطلاب على الأقل مرة كل شهر.
  21. تخلص من تحضير دروس العام السابق، ماعدا الدروس الاستثنائية المميزة.
  22. اقرأ مذكراتك المهنية مهما كانت مؤلمة واكتب نقاطا مشوقة تفاؤلية للمعلمين وأكد عليها.
  23. خذ مصوراً للفصل وصور طلابك وقم بعمل لوحة إعلان تعلق عليها الصور.
  24. اعرض تقديم خدماتك لزملائك في شيء تجيد عمله أو شيء تنوي عمله.
  25. شارك الطلاب في هوايتك واجعلها جزءا من المنهج.
  26. احتفظ بلوحة إعلانات لقصص النجاح.
  27. ابدأ كل اجتماع للقسم وعلى الأقل خمس دقائق للمشاركة الإيجابية أو للمقترحات الإبداعية.
  28. بدل الأماكن مع معلمين في قسمك مرة في الشهر.
  29. اشتر بعض الطوابع والصور اللاصقة المبهجة لتزين بها أوراق ودفاتر الطلاب.
  30. اذهب في رحلة ممتعة مع طلابك.
  31. اشترك في لجنة التنمية المهنية للمعلم أو أي لجنة أخرى.
  32. تقبل الفشل وكن مستعداً للتعلم منه.
  33. اعقد اجتماعا مع طلابك السابقين من العام الماضي.
  34. اكتب لمديرك مذكرة بالأشياء الإيجابية التي أنجزتها في الفصل كل شهر.
  35. اكتب رسالة شكر لطلابك عندما يعملون في شيء استثنائي بشكل جيد.
  36. ادع بعض المتحدثين المعروفين لفصلك

 

وختاماً: أكمل 95% من عملك في المدرسة:

 

تذكر دائماً هذه القصة حينما قابلت مديرة مدرسة معلمة شابة طموحة وهي في طريقها إلى ساحة انتظار السيارات بعد يوم مرهق من تدريس الطالبات، تحدي عقولهم، تعليمهم السلوكيات المرغوبة من خلال استخدام طرق عديدة مخطط لها من قبل. فلقد كان يبدو على المعلمة الإجهاد الشديد كما لو كانت طالبة خارجة من حصتها السادسة. بينما تسير المعلمة منهكة إلى ساحة انتظار السيارات متهجة لمنزلها محملة بكمية كبيرة من الدفاتر وورق اختبارات لم يصحح بعد. سألتها المديرة: ما هذا الذي تحملينه؟ فأجابت: “يوم آخر مثير في الفصل، وأنا مرهقة” هزت المديرة رأسها قليلاً وابتسمت وقالت: “لو أنك تذهبين إلى منزلك مرهقة في نهاية اليوم فاعلمي أنك لا تؤدين عملك بطريقة صحيحة”

وبعد فترة من الزمن أصبحت هذه المعلمة لم تعد تهتم إذا ما نجح طلابها أم لا. لقد أرهقت من قضاء أمسياتها في تصحيح الأوراق، ومن تكريس كل طاقتها لهؤلاء الطلاب.لقد فقدت دافعيتها المهنية ونفذت طاقتها. وبعد ثلاث سنوات تذكرت المعلمة كلمات المديرة الحكيمة ” لو أنك تذهبين إلى منزلك مرهقه في نهاية اليوم فاعلمي إنك لا تؤدين عملك بطريقة صحيحة”. ولأنها صممت على ألا تيأس بسرعة، قررت أن تغير فلسفة عملها التي اختارتها، وأن تنتهج طريقة أخرى بـ “الأخذ” من الطــلاب و”الاستفادة” من النظام الإداري. وبدأت في برنامج تحسين دافعيتها المهنية. ودائماً وفي كل يوم تتذكر هذه المعلمة أن أهم شخص في الفصل الدراسي هو المعلم ودائماً ما تشغل عقلها بكيفية استخدام الطلاب والإداريين والنظام الإداري لمواجهة حاجاتها ومتطلباتها التي تساعدها على زيادة دافعيتها المهنية.

بقلم د.عبدالباقي أبوزيد

بقلم د.عبدالباقي أبوزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.