الدكتور عبد الله المقاط شهيد العلم الذي اغتاله الاحتلال

متابعة/ هاني حسبو.
“هذه المكتبة التي أمامكم
بدأت أجمعها كتابا كتابا ولا أبالغ إن قلت كتيبا كتيبا وورقة ورقة سنة 2001 م
كنت أشتري الكتاب أو الكتيب من مصروفي الشخصي واذهب للجامعة واعادرها مشيا على الأقدام، بل كنت اقترض لأشتري الكتب .
حفظت كل اسماء الكتب وعدد مجلدات كل كتاب وكنت أعرف مكان كل كتاب دون أرقام ولا جهاز ، مع أن عدد الكتب كان يتجاوز خمسة ألاف كتاب (5000).
كان كل كتاب ، بل كل ورقة من كتاب له حكاية معي، كانت المكتبة جزء مني ، كانت روحي وسلوتي، كنت أقرأ أكثر من خمس عشرة ساعة لا أقوم إلا إلى الصلاة.
كتبت فيها أبحاثي الجامعية ، ورسالة الماستر والدكتوراه .
كانت مفتوحة الأبواب لطلبة العلم ، يجلسون فيها بالساعات وأن أسعد إنسان بوجودهم في مكتبتي.
من كان يحتاجني يجدني فيها ، لأنني كنت أشعر ببركة الوقت والأهل والمال وأنا فيها.
كلامي لا ينتهي عندما أتحدث عن مكتبتي التي اسميتها (منارة العلم الشرعي) .
لكن الان المكتبة رماد .. دخلها الإحتلال فحرقها ودمرها ودمر كل لحظة جميلة كنت أقضيها فيها .
دخلها حرقها ، أقسم لكم بالله لم يبقى منها ولا ورقة كتاب ولا خزانة ولا طاولة ولا كرسي ولا طابعة ولا شيء أواسي نفسي به.اسال الله أن يعوضني مكتبة خيرا منها ، بيتي دمر وأرضنا جرفت وبيت أهل حرق، والله ما حزنت على ذلك .
وأنا على يقين أنها ستعود أفضل مما كانت،
حزنت فقط على مكتبتي سلوتي وروحي .
وصور المكتبة المحروقة ستكون في التعليق بإذن الله.
بكلمات محزنة ودع العالم الشهيد الدكتور عبد الله المقاط مكتبته قبل أن يلقى الله شهيدا.
الدكتور الداعية عبد الله مقاط يرتقي شهيدا في قصف صهيوني على بيته العائلي المتكون من ثلاثة أطباق رفقة والده ووالدته وزوجته وأبنائه وشقيقه وكل أفراد العائلة.
الكيان الصهيوني لم يغتال دكتور شريعة أو إمام مسجد فالشيخ الشهيد عبد الله كان من علماء غزّة في العلم الحديث وفيمن كان ناشر للدعوة ومصحح الٱحاديث المغلوطة وناشر الفقه وحافظه ومعلم أجيال الشريعة الاسلامية.
قتل الدكتور العالم رفقة عائلته الكبيرة و الصغيرة بعد تمعن وتربص به من أجهزة الكيان الصهيوني فالهدف ليس مدني فقط بل قامة من قامات غزّة العلمية والفقهية ومغيث شعبها في حربها الظالمة