حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ممّا أسماه التوسع الفارسي في العراق وموقف قوات “الحشد الشعبي” منه.
وقال اردوغان في تصريحات له عقب عودته الى بلاده من زيارة الى روسيا البيضاء الاثنين 14نوفمبر 2016 إن “الحشد الشعبي لا يزال يشكل تهديدًا لسكان الموصل والتركمان” واضاف أن بلاده “ستقف دائمًا مع إدارة عراقية صادقة وعادلة”.
رغم ان العلاقات بين تركيا وايران شبه طبيعية والزيارات مستمرة بين مسؤولي البلدين ولم تتأثر التجارة بين الطرفين رغم خلافاتهما التي تصل الى درجة الصدام، الا ان هذه هي المرة الاولى التي يستخدم مصطلح اردوغان “التوسع الفارسي”.
وأوضحت شبكة ( بي بي ي ) أن الخلاف التركي الايراني يتمحور حول الازمة السورية والاوضاع السياسية في العراق.ففي سوريا تعتبر ايران الداعم الاساسي والرئيسي لحكم بشار الاسد ولولا هذا الدعم المستمر منذ اندلاع الازمة السورية قبل 5 سنوات لكانت فرص بقاء الاسد في الحكم غير ما هي عليها الآن.
اما تركيا فينظر إليها باعتبارها الداعم الرئيس للمعارضة السورية على الصعيدين السياسي والعسكري وعبرها تدخل الاسلحة والاموال والمساعدات الانسانية .
اما في العراق، فبرز خلاف شديد بين الحكومتين العراقية والتركية بسبب تمركز مئات الجنود الاتراك في معسكر “بعشيقة” قرب الموصل قبل البدء بعملية تحرير المدينة من قبضة ما يسمى بتنظيم “الدولة الاسلامية”.
تركيا التي تقود معارك الى جانب قوات المعارضة السورية لطرد مسلحي “الدولة الاسلامية” من المناطق الحدودية في اطار عملية “درع الفرات” طالبت بالاشتراك في عملية تحرير الموصل وعارضت مشاركة أي قوى غير نظامية. لكن بغداد عارضت بشدة المسعى التركي وصدرت تهديدات قوية عن قيادات في “الحشد الشعبي” ضد الوجود التركي في العراق.
وتعارض تركيا بشدة مشاركة الحشد في معركة الموصل وترى ان هذه القوات تدين بالولاء لايران وتصريح اردوغان في هذا المجال يفهم منه ان الحشد هو اداة لتوسيع نفوذ ايران.
ورغم ان تركيا لها قوات عسكرية شمالي العراق منذ مدة طويلة ونشرت قوات اضافية في معسكر “بعشيقة”، الا ان نفوذها في العراق لا يذكر مقارنة بنفوذ ايران التي تربطها علاقات قوية جدا بكل الطبقة السياسية في العراق بمن فيهم عدد من قيادات السنة.
ولا شك أن موقف اردوغان سيكون له صدى طيبا لدى السعودية وعدد من دول الخليج التي ترى في ايران وسياساتها مصدر تهديد كبير على مصالحها في المنطقة.