الرئيس السيسي يبحث مع رئيس وزراء السودان دعم العلاقات وتنسيق الجهود لاستعادة الاستقرار

كتب / د. هيام الإبس
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، بمقر قصر الاتحادية، رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، في أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء. وتناولت القمة المصرية السودانية تطورات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وسبل دعمها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويسهم في استعادة الاستقرار في السودان.
دعم مصري راسخ لوحدة السودان وأمنه
وخلال اللقاء، أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت والداعم لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، مشددًا على أن القاهرة تقف بجانب الخرطوم في هذه المرحلة الحرجة، ولن تدخر جهدًا في تقديم الدعم السياسي والإنساني للسودان وشعبه.
وأوضح الرئيس السيسي أن مصر تدعم كافة الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة السودانية وتحقيق الاستقرار، لافتًا إلى أهمية الإسراع في تخفيف المعاناة الإنسانية التي يشهدها الشعب السوداني نتيجة الصراع الدائر.
جهود لتسوية الأزمة السودانية وإعادة الإعمار
وأشار بيان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن المحادثات تناولت المسارات الإقليمية والدولية الرامية لتسوية الأزمة السودانية، مع التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سلمي شامل ومستدام يُعيد السودان إلى مسار الاستقرار السياسي والتنمية.
كما تطرقت المباحثات إلى فرص التعاون الثنائي في ملف إعادة الإعمار، خاصة في مجالات البنية التحتية والخدمات، حيث أعرب الجانب المصري عن استعداده لنقل الخبرات المصرية إلى السودان، والمساهمة في دعم المناطق المتضررة من النزاع، بالتنسيق مع الشركاء السودانيين والدوليين.
تنسيق مشترك حول الملفات الإقليمية
وفي إطار الحرص على التنسيق الإقليمي، بحث الجانبان مستجدات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، والوضع في البحر الأحمر، وملف سد النهضة. وتم الاتفاق على أهمية استمرار التشاور وتنسيق المواقف بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في تعزيز الأمن القومي العربي والإفريقي.
دلالات الزيارة.. دعم سياسي في لحظة حرجة
وتحمل زيارة رئيس الوزراء السوداني إلى القاهرة دلالات سياسية مهمة، كونها الزيارة الخارجية الأولى له منذ توليه رئاسة الحكومة، وتأتي في وقت يواجه فيه السودان تحديات ضخمة، أبرزها انهيار البنية التحتية، تفشي الأوبئة مثل الكوليرا، والتدهور الاقتصادي الحاد، فضلًا عن تعقيد المشهد السياسي الداخلي بين القوى المدنية والعسكرية.
وتُعد الزيارة استجابة لدعوة رسمية من رئيس الوزراء المصري، وتندرج ضمن إطار تعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، والتأكيد على محورية الدور المصري في دعم استقرار السودان ووحدته الوطنية.