الربع الأخير من العمر
للوقت طريقة للتحرك بسرعة والسيطرة عليك وأنت غير مدرك للسرعة التي إنقضت بها السنوات ..
يبدو أنني بالأمس فقط كنت صغيراً وأبدأ حياتي الجديدة .. لكن بطريقة ما بدا الأمر وكأنه منذ دهور ، وأتساءل أين ذهبت كل تلك السنوات. أعلم أنني عشتها كلها دون نقص ، ولدي لمحات عن كيف كنت في ذلك الوقت ولمحات عن آمالي وأحلامي فيها ..
ولكن فجأة إكتشفت أني أعيش الربع الأخير من حياتي!!
وقد أدهشني ذلك الإكتشاف ..
أين ذهبت كل تلك السنين .. ومتى وإلى أين غادر شبابي .!؟
كم قابلت وعرفت من كبار السن طوال حياتي ، وكم أعتقدت أن الشيخوخة التي إتصفوا بها بعيدة عني .. ذلك حين كنت في الربع الأول من رحلة العمر ، وكان الربع الرابع بعيدًا عني لدرجة أنني لم أتمكن من تخيّل كيف يمكن أن يكون حين أبلغه ..؟؟!!
لكن ها هو الربع الرابع قد إقتحم بابي وتجاوز أعتابي وسلبني شبابي .. أصدقائي متقاعدون وأصبحوا شِيَبا ، يتحركون ببطء .. ويسمعون بعسر .. ويفهمون بمشقة .. بعضهم في حال أفضل مني وبعضهم أسوأ .. لكني أرى التغيّر الجسيم في أحوالهم .. ليسوا مثل الأشخاص الذين أتذكرهم والذين كانوا صغاراً ونابضين بالحيوية .. نحن الآن أولئك الأشخاص كبار السن الذين إعتدنا على رؤيتهم ولم نتخيل يوما أننا سنكون مثلهم ..
اليوم أصبحت أرى أن مجرد الإستحمام هو هدف حقيقي لهذا اليوم .!
والقيلولة لم تعد إختيارية بعد الآن .. إنها إلزامية .!!
لأنني إن لم آخذ قيلولتي بمحض إرادتي فأني سأغفو حيث أجلس ..
وهكذا أدخل الموسم الجديد من حياتي غير مستعد للأوجاع والآلام وفقدان القدرة على القيام بأشياء كنت أتمنى أن أفعلها ولكني لم أفعلها أبدًا !!
كم ندمت على أشياء كنت أتمنى لو لم أفعلها. وكم ندمت على ما كان يجب أن أفعله ولم أفعله ، كما إكتشفت أن هناك العديد من الأشياء التي أسعدنى القيام بها خلال ما مضى من العمر .
لذا إن لم تكن في
الربع الأخير من عمرك بعد .. دعني أُذكِّرُكَ أنه سيأتيك أسرع مما تتوقع .. لذلك كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك إفعله بسرعة .!
لا تؤجل !!
تمر الحياة بسرعة .. لذا إفعل ما تستطيع اليوم ، إذ لا يمكنك أبداً التأكد مما إذا كنت في الربع الأخير أم لا ..!!
ليس لديك وعد بأنك سترى كل فصول حياتك .. لذا عش اليوم وافعل وقل كل الأشياء التي تريد أن يتذكرها أحباؤك .. وكن على أمل أن يقدروك ويحبوك على كل الأشياء التي فعلتها لهم في كل السنوات الماضية ..
“الحياة” هدية لك . الطريقة التي تعيش بها حياتك هي هديتك لمن سيأتي بعدك .. اجعلها رائعة .. عشها بشكل جيد ! تمتّع بيومك .
افعل شيئا ممتعا .
كن سعيداً .
أتمنى لك يوما عظيماً .
تذكر ان “الصحة ” هي الثروة الحقيقية وليست قطع الذهب والفضة ..
يفضل أن تضع في اعتبارك
الخروج جيد .
ولكن العودة إلى المنزل أفضل . نسيت الأسماء لا بأس .. لأن بعض الناس نسوا أنهم يعرفونك حتى ..!!
أنت تدرك أنك لن تكون محترفا في كل شيء مثل الجولف .
الأشياء التي إعتدت على القيام بها ، لم تعد مهتمَّا بها بعد الآن، لكنك لا تهتم حقَّا بأنك لست مهتمَّا بهذا القدر .
تنام على كرسي الإستلقاء مع التلفزيون “ON” بشكل أفضل مما لو كنت نائما في سريرك.
تفوتك الأيام التي كان فيها كل شيء يعمل فقط بمفتاح “تشغيل” و “إيقاف” .
أنت تميل إلى استخدام الكلمات ذات الحروف القليلة .
“ماذا ؟”
“متى؟”
لديك الكثير من الملابس في الخزانة .. أكثر من نصفها لن ترتديها أبداً .
سيكون للقديم قيمة اكثر من ذي قبل في حياتك :
الأغاني القديمة ؛
الأفلام القديمة ؛
وأفضل ما في الأمر الأصدقاء القدامى !!
أرسل هذا إلى أصدقائك القدامى .. ودعهم يضحكون متفقين معك.
و تذكر ليس المهم ما تجمعه ، ولكن ما تنثره هو الذي يخبرنا
بنوع الحياة التي عشتها .
أخيراً .. وأظن ذلك هو خلاصة حكمتي في هذه الحياة ..
نحن نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا ،
و لكننا يمكن أن نضيف حياة إلى وقتنا .
مختارة من صفحة الأستاذ أحمد جاب الله على على الفيسبوك