
بقلم: إيمان أبو الليل
رمضان.. شهر الرحمة والمغفرة
تمر الأيام سريعًا، ويظل الإنسان يلهث وراء الدنيا، وكأنه مخلد فيها، ناسيًا روحه وأخراه. لكن يأتي شهر البركة ليعيد إلينا التذكير بحقيقتنا، ويأخذنا في رحلة روحانية قصيرة، لكنها كفيلة بأن تنقي القلوب وتعيد ترتيب الأولويات.
شهر رمضان ليس مجرد أيام معدودات فقط، بل هو نفحة إيمانية تملأ القلوب بالنور، وتغمر الروح بالسلام. فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى ورحمة للعالمين، حيث قال الله تعالى:
“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ…” (البقرة: 185)
أبواب الرحمة مفتوحة في رمضان
في هذا الشهر، تتنزل رحمات الله على عباده، ويُغفر للمؤمنين الصادقين، فترتقي الأرواح بالصلاة، والذكر، والتوبة الصادقة. إنه شهر التطهر من الذنوب، وتعزيز التقوى، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
ومن بركات رمضان أنه يعزز الروابط الاجتماعية، ويرقق القلوب، فيجعلنا نشعر بالفقير، ونمد يد العون للمحتاجين، فهو شهر الكرم والتكافل، حيث يضاعف الله الأجر لمن ينفق في سبيله.
آداب يجب الالتزام بها في رمضان
لكي نحصل على بركات الشهر الفضيل،ينبغي أن نلتزم بآدابه وفضائله:
- الصوم ليس عن الطعام فقط، بل عن اللغو والمعاصي، ويجب أن يكون اللسان عامرًا بالذكر والصلاة على النبي ﷺ.
- ينبغي تنظيم الوقت بين العبادة والعمل، فلا يكون رمضان شهر النوم والكسل، بل شهر الصلاة والتقرب إلى الله.
- تلاوة القرآن والتدبر في معانيه، فهو نور القلوب وهداية للعقول.
- إخراج الصدقات، فهي وسيلة لتطهير المال والروح، وتعزيز روح الإحسان.
- صلة الرحم، فهي تزيد البركة وتوطد العلاقات العائلية، خاصةً في هذا الشهر المبارك.
ليلة القدر: كنز رمضان العظيم
“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ… لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ…” (القدر: 1-3)
ليلة القدر هي الجائزة الكبرى لشهر رمضان، وهي الليلة التي تتنزل فيها الملائكة بالرحمات، ويستجاب فيها الدعاء، ويُغفر للصائمين، فمن أدركها فقد فاز بكنز لا يقدر بثمن.
رمضان فرصة العمر.. فهل ستضيعها؟
من ضيع رمضان فقد خسر فرصة عظيمة، ومن اجتهد فيه فقد نال من الرحمات والخيرات ما لا يعد ولا يحصى.
🔹 شمروا عن سواعد التقوى، وأكثروا من الدعاء والاستغفار، وأدركوا هذه الفرصة السنوية العظيمة، فهنيئًا لمن قبله الله في رمضان، وخسرانًا لمن ضيعه.