الرقاصة وصلت
بقلم مستشار التحرير/ محمد الخمَّارى
عندنا في الأرياف قديماً ،وبما أنى رجلٌ ريفىٌّ حتى النخاع،كنا نسمعُ فى الأفراح والمناسبات السعيدة عبر مكبرات الصوت المنادى ينادى : ” الرقاصة وصلت” ، فإذا بالقرية عن بكرة أبيها والعزب المجاورة ذكوراً وإناثاً حتى المرضى أصحاب الفراش والعميان والمتكسحون و كلاب الحراسة ،والطير فى الهواء ، والحيتان في الماء ، الكلُّ يهرعُ في اتجاه الأضواء الكاشفة .حتى إذا ظهرت الحسناء ( الرقاصة ) اتسعت العيون ،وطار النوم من الجفون .
وظلت هذه المناسبة ذكرى نعيش عليها دهور إلى أن يأتى أحد من أصحاب الأطيان من سادة القرية يكرر نفس الحدث الذي ننتظره أكثر من انتظارنا لعيد الأضحى المبارك الذي يأتى باللحمة الأقل رغبة من لحمة الرقاصة الوردية.
ثم جاءت بعد ذلك الأيام العجاف التى نعيشها الآن وانقطعت منها هذه العادات وذلك لقيام صاحبات العروسة مقام الرقاصة أو أخت العريس وربما كانت العروسة نفسها بمباركة أولياء الأمور الذين يتزينون بالطراطير على رؤسهم المهم هو إسعاد الجماهير والمعازيم ويا حبذا لو شارك تلك الفتيات في رقصهن بعضُ الشباب أصحاب البناطيل الساقطة أسفل ( مؤخرتهم )،يرقصون بجميع أعضاءهم كما يرقص السلك الزنبركى لدرجة أن وسائل التواصل الاجتماعي تعجُّ بمثل هذه الفيديوهات ولا نجد رداً من أصحاب هذه الحوادث سوى أنه اقتحام للخصوصية ولا أجد فى مثل هذه المناسبات خصوصية لطالما أبواب القاعات والشوارع مفتوحة على مصراعيها يغزوها القاصى والدانى.