الرقصة الأخيرة لوسام… على أنغام النشيد الأمريكي!

وسام أبو علي من “الفدائي” إلى “الحالم بالباسبور الأمريكي”
بقلم أيقونة الاتزان / السفير د. أحمد سمير
في زمنٍ باتت فيه المبادئ تُطوى مع قمصان اللاعبين بعد صافرة النهاية، خرجت علينا قصة جديدة من قصص “الفدائية المزيفة”، بطلها هذه المرة وسام أبو علي اللاعب الفلسطيني في صفوف الأهلي المصري، الذي تحوّل في أيامٍ معدودة من “رمز نضال” إلى “رمز انتقال”، ومن أيقونة فلسطينية تهز الأرض برقصة الدبكة، إلى مشروع مهاجر يلهث خلف “الباسبور الأمريكي“.
وسام وبلاد العم سام!
ظهر وسام في البداية كالحلم الجميل: شاب فلسطيني يتألق في الملاعب، يسجل الأهداف، يلوّح بالكوفية، ويركل الكرة كما لو كان يركل الاحتلال برجله حتى… ظهر “الدولار الأمريكي” من خلف الستار!
أمريكا؟ حقًا يا وسام؟
أهي أمريكا يا وسام التي تُموّل القنابل الذكية التي تمزق أطفال غزة؟
أهي أمريكا التي تغسل جرائم الاحتلال بماء الديمقراطية؟
أهي أمريكا التي ترى في كل فلسطيني مشروع “إرهابي” فهل تغير موقفها إذا كان الإرهابي لاعبًا يُجيد تسجيل الأهداف أكثر من تسجيل المواقف!؟
أم أنك صدقت أن الجنسية الأمريكية ستمنحك جناحين، تحلق بهما فوق دماء الشهداء دون أن تضطر للهبوط… حتى ولو كان اضطراريًا؟
هل تعلم أن أول اختبار لك بعد التجنيس سيكون الوقوف صامتًا عند عزف النشيد الأمريكي… الذي يُكرّم الجنود الذين قتلوا أبناء شعبك؟
لسنا ضد الاحتراف… بل ضد التفريط
لنكن واضحين: لسنا ضد الانتقالات، ولا ضد الاحتراف.
نحن فقط ضد أن يتحوّل “الفدائي” إلى “أناني”
وأن ينزلق من لاعب يرى الملعب ساحة نضال، إلى موظف يطلب سُلفة من قاتله لشراء شقة على شاطئ ميامي.
ما يُحزن في الأمر ليس انتقال وسام… بل طريقة انسحابه!
طريقة “التحايل”، ثم “التمويه”، ثم “التبرير”
طريقة “أنا فدائي، بس الحياة صعبة”
طريقة “أنا مش سياسي… أنا رياضي” وكأن القضية تخص السياسيين فقط
وطنية لها تاريخ صلاحية؟
بالأمس حملنا “الفدائي” على الأعناق بعد كل هدف…
واليوم نجد من يبرر له: اتركوه يا جماعة… الشاب عايز يعيش
وكأن الوطنية عبوة زبادي… تنتهي صلاحيتها بعد 90 دقيقة!
اقتراح أخير لوسام:
وختاما نقترح على وسام أبو علي أن يحتفل بعد كل هدف في الدوري الأمريكي برفع العلم الفلسطيني في يد، والباسبور الأمريكية في اليد الأخرى، وأن يرقص رقصة “الدبكة الدولارية”، أمام جماهير ترتدي زي المارينز.
أما نحن؟
فسنكتفي بالمشاهدة… لا من أجلك، بل لنشهد كيف يسقط مشروع “فدائي” في مرمى الرأسمالية بضربة جزاء… مدفوعة مقدمًا، ومختومة بختم السفارة!
السفير د. أحمد سمير
عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة
السفير الأممي للشراكة المجتمعية
رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية