أراء وقراءات

الروح واسرارها ..

بقلم: دكتور محمود التطاوي

جراح القلب ومدرس مساعد جامعه كامبريدج

 

الروح هى هالة الجسد هى كلمة الله فى الانسان، هى تلك النفخة الالهية الروح هى محور الحياة، طريق الباحثين عن الوجودية ومن يقترب من الروح اقترب من الملكوت ..

 

وللروح اسرار واسرار والروح لها طاقات وان التقدم العلمى والتقنى مهما وصل الى قمته لا يمكن بحال من الاحوال ان يصل لطاقة الروح ومن الروح يمكننا ان نعرف أنفسنا وهويتنا فالروح لها طاقات تسبح فى الفضاء وكلها دلائل تشير إلى وجود الله وعظمته ومن اكثر الاشياء جذبا للحديث عن الروح لا اجد سوي اعظم واقدم بناء إنساني على الارض الا وهى الاهرامات ،نعم الاهرامات تحمل سر من اسرار الروح وان أجدادنا القدماء لم يكونوا ابدا مهوسون بالبناء وتمجيد حضارتهم فقط بل كان لهم بعد اعمق وانهم ابدا لم يكونوا قوما ملحدين ومشركين بالله كما تعمد المؤرخين تشويه الحضارة المصرية القديمة وفى اعتقادى ان تلك المعابد كانت لها قيمة رمزية فقط، لان لا يستوى ابدا بناء الحضارات واستمرارها فى انعدام الإيمان حيث كانت الاهرامات هى المكان التى ستسكن فيها ارواحهم فور مماتهم حتى بعثهم، لقد كانوا بالفعل مؤمنين جدا بالبعث وقيام الساعة وصعود الروح وعودتها مرة تانية للجسد والا وكيف (( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى)) والكلام جاء علي لسان جبريل وانطق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وتأكيد من رب العالمين ان سر الحياة يكمن فى باطن الارض وان الروح تكمن فيها لذلك حرص اجدادنا ان يدفنوا الجسد ويحنطوه ويضعوا معه كل لوازم الحياة ليستخدمها عند البعث ولكن من اين عرفوا كل هذه الأسرار ان لم يؤمنوا بالله؟ ان سر من اسرار بناء الاهرامات وصموده الى الآن هى تلك الطاقات الروحية واري انه سر من اسرار بناء الاهرامات وليس السر الوحيد! وان سر الروح ليس مادى قطعا فالحقيقة ان الانسان بالروح لا بالجسد وان طاقات الروح اقوى وأدوم بكثير من طاقات الجسد ومن الممكن ان يتعجب منى من يقرأ هذه السطور ويقول لي اتحدثنا عن الروح والعالم وصل الى قمة العلم حتى وصل الانسان الي سطح القمر والمريخ وان العالم كله اصبح قرية صغيرة بضغطة زر من خلال شاشة تليفون حجم كف اليد؟

 

ولكن بالفعل بدأ العلماء الاتجاه نحو الطاقة الروحية وان المعامل العلمية الحالية لتصحيح مسار العلم بالاتجاه نحو الروح وان دل هذا على شئ فإنما يدل على عمق واتساع الطاقة الروحية وبعدها وقدرتها وكلها تشير الى وجود الله ووحدانيته

 

ومن اسرار الروح ايضا قدرتها على الاتصال بارواح أشخاص لم تحدثها او تراها فى الحياة، ألم يأتى اليك هذا الشعور انك تكلمت وتحدثت مع شخصية غير موجودة فى عالمنا وانك رأيته رؤية العين وانت تقسم انه ابدا لم يكن كالحلم وانما كان اشبه بالواقع!!!!

ووهناك ايضا مثالا على اتصال الارواح فقد كان عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة حيث وقع في خاطره أن الجيش الذي أرسله مع سارية إلى نهاوند بفارس لاقى العدو وهم في بطن واد وقد هموا بالهزيمة وبالقرب منهم جبل ، فقال الجبل الجبل يا سارية قال ذلك في أثناء خطبته ورفع به صوته فألقاه الله في سمع سارية فانحاز بالناس إلى الجبل وقاتلوا العدو من جانب واحد ففتح الله عليهم..

 

ونأتى الى ما اخبرنا به القرأن الكريم عن قصة عرش بلقيس وكيف تم احضاره الى الملك ونبى الله سليمان عليه السلام فقال تعالى (({قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)) فالذهاب إلى مملكة سبأ وفكِّ العرش، وحَمْله إلى مملكة سليمان، ثم إعادة تركيبه عنده قبل ان بنفض مجلس سليمان اى نتحدث عن ساعات فهذه مهمة بالطبع فوق قدرة البشر خصوصا فى ذلك الوقت ؛ لذلك لم يتكلم منهم أحد،من الحاضرين حتى الجن العادي لم يعرض على سليمان استعداده للقيام بهذه المهمة وعرض عليه عفريت من الجن وليس من الجن العادى (( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ )) ثم تكلَّم آخر لم يُحدِّده القرآن إلا بالوصف: ((قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)) والطرفهو الجِفْن الأعلى للعين اى ان قبل ان يرمش بعينه هكذا تفوق رجل من البشر على عفريت من الجن لأنه يملك طاقات غير مألوفة طاقات روحية والا كيف استطاع نقل العرش بلا زمن وبلا وقت ..

وبالفعل اثبت العلم الحديث ان الطاقات الروحية للانسان يمكن ان تحول المادة الى حقيقتها الاولى بل وارجاع الخلايا الشاذة (الخلايا السرطانية) عن منظومة الجسم الى سابق عهدها وهذا بالفعل ما بدات فى دراسته وتطبيقه اعرق الجامعات العلمية ..

 

فالروح كيان خارق الروح خلق من أعظم مخلوقات الله شرفها الله وكرمها غاية التشريف والتكريم فنسبها لذاته العلية((فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ )) وما زال امامنا الكثير والكثير للتعرف على الروح واسرارها وان الله لو اراد ان يبوح بسر الروح لفعل ولكنه احتفظ بسر الروح لنفسه حتى يستمر الانسان في الكشف والبحث عن هويتها وهذا بيت القصيد التدبر والسعى وراء المعرفة والتعمق..

هذا فإن أصبت فذلك من فضل الله على ، وإن أخطأت فمن تقصيرى ومن الشيطان، والله سبحانه ورسوله بريئان من ذلك. وما أوتيت من العلم الا قليلا..

د.محمود التطاوى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.